أعلن السفير الروسي لدى البحرين فيكتور سميرنوف، ترحيب بلاده بدعوة جلالة الملك المفدى باستكمال حوار التوافق الوطني في البحرين، وإدانتها لأي تدخل بشؤون المملكة الداخلية، وقال «البحرينيون وحدهم المعنيون بحماية بلادهم من التخريب والدفاع عنها».
وأضاف سميرنوف في حديث خاص لوكالة أنباء البحرين «بنا»، أن موسكو ترفض العنف والترهيب في البحرين من جانب أيادي التخريب، مؤكداً أن «التطرف لن يسفر عن حل والإرهاب ليس طريقة لتسوية المشكلات والأزمات».
ونبه إلى التطور الملحوظ في علاقات البلدين، مشيداً بالمواقف المشتركة للدولتين إزاء الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.
وأكد السفير الروسي أن العلاقات الثنائية المشتركة بين البحرين وروسيا شهدت دفعة قوية بعد الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى موسكو عام 2008، وما أسفرت عنه من نتائج مهمة بمقدمتها تدشين مجلس الأعمال البحريني الروسي.
واعتبر المجلس حجر الزاوية للعلاقات القائمة بين البلدين، هذا فضلاً عن استضافة البحرين للمنتدى الاقتصادي العربي الروسي وزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري بين الدولتين وازديادها يوماً بعد يوم.
وأكد سميرنوف ترحيب بلاده بدعوة جلالة الملك المفدى لاستكمال حوار التوافق الوطني، ومساندتها لسلسلة إصلاحات تشهدها المملكة، مشدداً على إدانة موسكو لكافة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبحرين، ورفضها كافة أعمال العنف والشغب والإرهاب.
واعتبر السفير الروسي أن بلاده تدرك ماهية التحديات والمخاطر والتهديدات التي تتعرض لها البحرين، لافتاً إلى أن روسيا ارتأت منذ بداية الأحداث المؤسفة أن حل أية مشكلات يجب أن ينبع من داخل البلاد ووفقاً لظروفها، ودون تدخل من أية جهة، بحيث يظل الحوار الفعال والبناء هو الحل الوحيد لتجاوز الأزمات وبما يعم بالخير على المصلحة العامة.
وشدد على ضرورة عدم تدخل أية دولة أو قوة خارجية أياً كانت في الشؤون الداخلية للبحرين، مشيراً إلى أن البحرينيين وحدهم المعنيون بحماية وطنهم من التخريب والدفاع عنه بالطريقة السليمة.
وأضاف أن موسكو «لا تقبل بتاتاً بالإرهاب والتطرف، وأن الحوار والتواصل هما الحل السليم لتجاوز الأزمات»، مؤكداً أن روسيا ترفض بشدة كل أنواع العنف والترهيب في البحرين من جانب أيادي التخريب.
وقال إن أعمال التطرف هذه لن تسفر عن حلول، وجرائم الإرهاب ليست طريقة لتسوية المشكلات والأزمات، ولن تؤدي إلا إلى حلقة مفرغة من الفشل والإخفاق لا يمكن الخروج منها، داعياً إلى نبذ العنف وانتهاج الحوار بديلاً.
وأكد سميرنوف أن علاقات البلدين ممتازة وتتبلور كل يوم في إطار من الصداقة الوطيدة، معرباً عن سعادته لأن مهمته في البحرين بدأت منذ الزيارة التاريخية لعاهل البلاد المفدى إلى موسكو، وما اتسمت به من الودية والعمق، وشهدت محادثات بناءة بين قادة البلدين وتوقيع اتفاقات ثنائية في العديد من مجالات التعاون.
وأشاد بعمق التفاهم القائم بين البلدين على المستوى السياسي تجاه عدد كبير من القضايا العالمية والإقليمية، وبالتعاون الجيد المشترك بينهما على الصعيد الأممي.
وأثنى السفير الروسي على زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة إلى موسكو، وافتتاحها أحد أهم المتاحف بمدينة سانت بترسبورغ الروسية.
وثمن مستوى الحراك البحريني على صعيد قضية حقوق الإنسان، لافتاً إلى أنه خلال السنة المقبلة ستكون روسيا عضواً في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، وستكون هناك المزيد من الفرص لإجراء محادثات حول قضية تحتل أولوية قصوى ضمن مشروع العاهل المفدى الإصلاحي.
وفي هذا السياق أشاد سميرنوف بإنجازات المرأة البحرينية في شتى المجالات في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وقال إنه يشعر بغاية السعادة والفخر حين يرى نساء بحرينيات تكرمن من قبل جلالة الملك المفدى خلال الاحتفال بمناسبة يوم المرأة البحرينية، ما يدلل على أن البحرين تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بقضية المساواة.
وأعرب سميرنوف عن ارتياحه تجاه التناغم بين السفارة الروسية بالمملكة ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في إشارة إلى سلسلة برامج فنية وثقافية دعمتها السفارة على منصة المسرح الوطني، وضمت عروض الباليه الروسي، وأياماً ثقافية تستعرض التراث والتاريخ والثقافة الروسية على أرض المملكة، وأخرى عن الثقافة البحرينية في موسكو، ومعرض اللآلئ البحرينية في متحف الفنون الروسي. وأوضح السفير أن هناك نحو 200 روسي يعملون ويقيمون بالمملكة، مرحباً بدور الجمعية البحرينية للمتحدثين باللغة الروسية، التي تأسست مؤخراً من قبل خريجي الجامعات بالاتحاد السوفيتي سابقاً.
ولفت إلى أن مواطني بلاده في البحرين يعملون في مهن متعددة ومتنوعة كالهندسة والطب والفيزياء والأنشطة الأخرى، موجهاً أسمى أمنياته للبحرين بالاستقرار والسلام والأمن.
وأعرب عن أمله في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أوسع وأرحب، خاصة في ظل احتفالات المملكة بذكرى أعيادها الوطنية وكذا بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد.
وعبر السفير الروسي عن أمله في تنظيم المعرض التجاري الخليجي الروسي نهاية عام 2014 وبداية 2015، مؤكداً أن هذا الحدث المهم يجمع بين المستثمرين الروس والخليجيين أصحاب المشروعات الصناعية لتشجيع التبادل الصناعي والتكنولوجي بين الجانبين، خاصة أن روسيا ترى باهتمام بالغ، الخليج كشريك استراتيجي.
ونبه سميرنوف إلى وجود فرص للتعاون في مجالي الغاز والألومونيوم والقطاع المالي، مع تطلع بلاده إلى المشاركة في مشروع الربط السككي الخليجي.