بقلم - الشيخ زياد السعدون:
تعتبر الدعابة من أهم الوسائل التي تساعد على إشاعة روح المرح والسرور ونشر السعادة في البيت وبين الزوجين، وتخفف الهموم والمتاعب، وتعين على حل المشكلات والتغلب على المصاعب.
والدعابة بين الزوجين أمر مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولاً وعملاً، فقد قال عليه الصلاة والسلام لجابر بن عبدالله الأنصاري حين تزوج: «هلا بكراً تداعبها وتداعبك»، وأما فعله عليه الصلاة والسلام فكثير جداً، فقد سابق السيدة عائشة رضي الله عنها مرتين، فسبقته في الأولى، وبعد زمن سابقها فسبقها فقال لها «هذه بتلك»، وهذه سودة رضي الله عنها تلاطف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتداعبه، فقالت له يوماً: صليت خلفك البارحة يا رسول الله فركعت فأمسكت أنفي مخافة الدم أن يقطر -يعني من طول ركوعه- فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يدخل يوماً على السيدة فاطمة رضي الله عنها فرآها تستاك بسواك من أراك فداعبها ببيتين جميلين:
حظيت يا عود الأراك بثغرها
أما خفت يا عود أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز مني يا سواكُ سواك
وليس معنى هذا أن يتحول البيت إلى مسرح ليس فيه إلا الضحك والتهريج، كحال بعض الناس، لكن لابد من استخدام الفكاهة والدعابة التي تريح النفوس وترفع قناع الكآبة عن الوجوه، وليس مزاحاً ثقيلاً يفسد ما بين الزوجين وبدل أن يكون سبباً للألفة، يكون سبباً للفرقة والخلاف، ومن أخطاء الدعابة بين الزوجين الاستهزاء بشرع الله أو بخلقه من أجل أن يدخل السرور على الطرف الآخر، كقول بعضهم «إذا أنت ما تروحين الجنة أنا ما أبيها»، فلا يجوز لمسلم أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ، إذن الدعابة والابتسامة والظرافة بين الزوجين هي سنة نبينا وفيها زيادة الود والمحبة وفيها سرور للنفس وراحة للروح والبدن.