بقلم - علي الريس:
هناك آدميون لكنهم من فصيلة الحيات والعقارب، السُّم يجري في عروقهم، لا يرتاح أحدهم أبداً إلا عندما ينفث سمه في عروق الناس، هذه راحته الكبرى، وسعادته القصوى، أن يجد الناس من حوله يتألمون ويئنون ويصرخون من الألم!
هذه الفصيلة السُّمية تجدها في كل مكان، ربما في الأعمال وفي المساجد والأسواق، تجدها في كل مكان وزمان، ولهم ضحايا وبلايا، أحياناً يحاولون تلميع صورهم ويظهرون بصفات الإنسان الخلوق الطيب تماماً كالحمل الوديع، لكن فجأة إذ به يغرس السُّم في عروقك!
هؤلاء تراهم يصلون ويحجون ويعتمرون ويختمون القرآن ويذكرون الله تعالى، لهم أعمال صالحات، ولكن ما الفائدة؟! أعمالهم تروح في صحائف الملدوغين لأنهم آذوهم، وسيئات الملدوغين تذهب في صحائف أولئك الظالمين. من أبرز صفاتهم أنهم إذا رأوا الناس مطمئنين وفرحين وعلى الخير مجتمعين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت!
فلان الثعبان وفلان العقرب، أفضل مرهم لهم أن تهجرهم وتبعد عنهم، فما كأنك تراهم، وتغض الطرف عنهم حتى يتوبوا، لأنك نصحت ونصحت وتعبت، لكن أولئك لا يعرفون إلا السُّم ينفثونه في أجساد الناس فهو أنسهم الأكبر، أولئك يصدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... إن شر الناس من تركه الناس «أو ودعه الناس» اتقاء فحشه».
هذه نصيحة إلى من كان في عروقه سم، من كان من فصيلة الحيات والعقارب، ليتب إلى الله من لدغ الناس، قبل أن يصيبه الله بعقوبة، عندها لن يقدر أن ينفث سمه في عروق الناس، ويوم القيامة يكون من الذين يقولون «... ياليتني قدمت لحياتي»!
كانت هذه كلمات موجزة مركّزة تم تداولها مؤخراً في رسالة صوتية هاتفية، قدمها الشيخ مبارك المضحي حفظه الله، فأحببت أن أنقلها نصاً كما هي، نظراً لأهمية الرسالة وخطورة الموضوع، سائلاً الله تعالى دوام السَّكينة في القلوب والابتسامة على الوجوه والسعادة في البيوت والصحة في الأبدان والتوفيق في الحياة.