حققت جائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة في دورتها الثانية نجاحاً مميزاً، خاصة بعد توسيع آفاقها لتصبح على المستوى الخليجي، وفازت بها في فئة المؤسسات جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في التواصل كأفضل مؤسسة عاملة في مجال ذوي الإعاقة.
وذهبت جوائز الأفراد في المجال الثقافي إلى طلال علي سالم سلطان «البحرين» في الرسم، محمد حسن محمد أحمد «البحرين» في التمثيل المسرحي، عمران بن صالح سعد الرحبي «سلطنة عمان» في التمثيل المسرحي، شير محمد السيد محمد «البحرين» في الشعر، سارة عبدالأمير علي حماد «البحرين» في التصوير الضوئي، علي حسن عبدالحسن العليوي «البحرين» في الموسيقى.
وكانت جوائز الأفراد في المجال الرياضي من نصيب أحمد عباس أحمد سلمان «البحرين» بصفته لاعباً رياضياً، أحمد محمد حسن الحمادي «الإمارات» بصفته حكماً رياضياً، حسن حبيب عيسى النويصر «السعودية» بصفته مدرباً رياضياً.
تجاوز عدد المتقدمين للجائزة 51 من ذوي الإعاقــة و10 مؤســـسات تعمل في مجال الإعاقة من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما شكلت الوزارة لجنة تحكيم من خبرات علمية وفنية ورياضية متخصصة لتقييم أعمال المتقدمين للجائزة وترشيح الفائزين بها بكل مهنية وشفافية وموضوعية.
وفي سبيل تشجيع هؤلاء المبدعين ممن أثبتوا وجودهم وتمكنوا من توصيل رسالتهم أن الإعاقة لا تعني العجز عن المشاركة في الحياة العامة، بل إنهم أكدوا أن المستحيل ليس وارداً في قاموس تجربتهم وحياتهم، فلديهم ملكة الإبداع والتميز والعطاء، لتأتي جائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الاعاقة لتؤكد ما أرادوا إثباته وتسهم في إبراز جهودهم ومواهبهم الخاصة.
ونقدم حلقات متتالية من المقابلات مع الفائزين بالجائزة، علها تكون نموذجاً لذوي الإعاقة والأسوياء في آنٍ واحد كي يطلقوا إبداعاتهم الكامنة ومهاراتهم.
من سلطنة عمان فاز عمران بن صالح سعد الرحبي بجائزة التمثيل المسرحي ضمن المجال الثقافي، وهو إنسان مفعم بالأمل والإصرار على العطاء والمشاركة في الحياة رغم إعاقته البصرية، كان يتحدث بكل ثقة، ولديه من الثقافة الفنية ما يجعله مميزاً في هذا المجال.
يقول عمران «قدمت 7 أعمال مسرحية في سلطنة عمان، وهي أعمال مسرحية قدمها عدد من المكفوفين، إضافة لمشاركتي في عروض مسرحية موازية مع ذوي إعاقات مختلفة».
كان عمران واقفاً يتحدث بكل ثقة، وبجانبه صديقه كمرافق يساعده ويرشده ملازماً له كظله، كان مشهداً يوحي بالتكامل والتجانس بين ذي إعاقة وشخص سوي مؤمن بأهمية دوره في التكامل مع إنسان حجب الله عنه نعمة من نعمه ليختبر بها الآخرين وكيف يوظفون نعم الله عليهم في خدمة غيرهم.
عبر عمران عن إحساسه عقب الفوز بالجائزة بالسعادة البالغة حيث تراوحت المشاعر بين الفرحة والفخر، فرحة بالنجاح وفخر لتحقيق هذا النصر، ووطنية بالقدرة على رفع اسم وطنه عمان في بلده الثاني البحرين.
ويقول «تلك مشاعر أعجز عن وصفها، لكنها لا تخرج عن إطار الفرحة الغامرة».
كان لعمران رسالة واضحة يريد أن يوصلها إلى الجميع «لا بد لكل ذي إعاقة يملك موهبة ما أن يخرجها ويعبر عنها ويبرزها، ليحقق أهدافه ويتميز في أي مجال، الإعاقة ليست حاجزاً ولا عائقاً مهما كانت، فلكل مشكلة السبيل لتجاوزها، ولكل إبداع الطريق للوصول إلى الناس».