أكد آباء وأمهات أنهم جربوا كل أساليب التأديب مع أطفالهم من حرمان الذهاب إلى الحديقة، ومنع الحلوى والشوكولاتة، والضرب والصراخ، لكن دون جدوى، إذ ظلوا كما هم يعبثون بكل شيء.
وأشاروا، في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن الجيل الحالي اختلف عن جيلهم سابقاً إذ كان آباؤهم يعتمدون على الضرب في التأديب، أما أطفال اليوم فهم لا يرضون أن يضربهم أحد.
ويؤكد الباحثون الاجتماعيون أن الأوامر الصارمة تؤدي إلى ازدواجية الشخصية حيث يلتزم الابن أمام الأم أو الأب بكل الأوامر ثم يفعل ما يريد من وراء ظهرهما، داعين إلى أهمية أن يتمتع الآباء بقدر من الديمقراطية في التعامل مع الأبناء وان يضطروا للتنازل عن بعض السلطات الأبوية لمصلحة أبنائهم لسبب بسيط هو أن مساحة سيطرتهم قد تراجعت قليلاً حيث لم يعودوا مصدر التربية الوحيد لأبنائهم بعد أن شاركتهم ذلك القنوات الفضائية والمدرسة والشارع ومقاهي الإنترنت.
والتربية لا تعني الشدة والضرب، كما يظن البعض، إنما وحسب الوقائع والتجارب والأحداث فإن التربية الحقيقية والتأديب لا يأتي إلا بأسلوب الحوار والتفاهم واللين مع الأبناء حتى يشعر الابن بأن له كيانه وشخصيته ورأيه الذي يجب أن يحترم ومنه يجب أولاً إقناع الابن بخطئه ومن ثم تصحيح السلوك.
جربت كل أساليب التأديب
ولا جدوى
وقالت سمية أحمد، لدي طفلان الأول يبلغ من العمر 8 سنوات، والثاني 5 سنوات، لقد تعبت معهم، فهما كثيراً الحركة و«الشيطنة» لم يتركا شيئاً في البيت إلا وعبثا به، يدخلان المطبخ ويفتحان الفرن، ويتركان صنبور المياه مفتوحاً، وأحياناً يكتبان على جدران المنزل والخ..
وأضافت «حاولت معها..، جربت كل أساليب وطرق التأديب ولكن لا جدوى، حرمتهما من الذهاب إلى الحديقة، حرمتهما من الشوكولاتة، استخدمت أسلوب الضرب والصراخ والخ.. لا جدوى، والدهما أيضاً هو الآخر تعب مهم خاصة أنهما طفلان لا يفهمان، ابني الأول يشجع أخاه الصغير وأحياناً من شدة «شطانتهما» أضحك وأبكي في آن واحد.. المشكلة الأساسية والتي نتيجتها هذه التصرفات «دلع ودلال» والدهما المفرط لهما، كل ما أرادا أمراً حصلا عليه وكل ما طلبا حاجة نالا عليه طلباتهما أوامر لا بد أن تنفذ في أسرع وقت.
تمرد الأبناء
أما إبراهيم يوسف/ يقول لدي 5 أبناء، أكبرهم يبلغ من العمر 21 عاماً، وأصغرهم مازال في الرابعة من عمره، لم أستخدم أسلوب الضرب في تربيتهم نهائياً لأنه لم يجلب النتيجة المراد بها، رغم أن والدي استخدم معنا استخدم الضرب في التأديب، حسب اعتقاده بأنه الأسلوب الأمثل في التأديب مع الأخذ في الاعتبار الضرب المعقول لا المبرح.
يتابع: أما على الصعيد لشخصي، وكأب اختلفت أساليب التربية لأبنائي، فأكبرهم ربما كانت الشدة أكثر في تربيتهم أما البقية استخدمت معهم أساليب اللين مع الشدة في آن واحد، حيث إن جيلهم اختلف فالطفل والمراهق والشاب اليوم لا يرضون بمن يضربهم ويعتبرون ذلك إهانة، لذلك مع الجيل والجديد ومع دخول أطراف كثيرة في تشكيل شخصية الابن يتوجب علينا كآباء استخدام أسلوب الحوار في التفاهم مع الأبناء.
«تربية الجيل الحالي أصعب لكثير من الجيل السابق»، هكذا بدأ عيسى محمد قوله، ويضيف: جيل اليوم لا يمكن استخدام أسلوب الشدة أو القسوة أو الضرب في تأديبه، ولا ينسى أن ضربت أو عاملته بقسوة، ربما الأب أو الأم يضطران إلى القسوة لمصلحة الابن ولكن هذا يعود بالسلب عليهم خاصة لهذا الجيل.
ويردف: لدي ابنة في المرحلة الثانوية، تقضي يومها – بعد العودة من المدرسة - مع هاتفها النقال تراها تارة تبتسم وتارة تضحك وأحياناً كثيرة تجلس معنا وهي في عالم آخر لذلك أحاول منعها وأن الهاتف له وقته وليس كل وقت وذلك عن طريق أسلوب الحوار والتفاهم وأحياناً أقوم بمثلها وتتضايق لأوصل لها فكرة ما تتضايقين منه قد يتضايق منه الآخرون أيضاً.
التفاهم والحوار أفضل
تقول الباحثة الاجتماعية فاطمة علي إن التفاهم والحوار المتزن أفضل من الأوامر الصارمة التي تؤدي إلى ازدواجية الشخصية حيث يلتزم الابن أمام الأم أو الأب بكل الأوامر ثم يفعل ما يريد من وراء ظهرهما، فيجب أن يتمتع الآباء بقدر من الديمقراطية في التعامل مع الأبناء وأن يضطروا للتنازل عن بعض السلطات الأبوية لمصلحة أبنائهم لسبب بسيط هو أن مساحة سيطرتهم قد تراجعت قليلاً حيث لم يعودوا مصدر التربية الوحيد لأبنائهم بعد أن شاركتهم ذلك القنوات الفضائية والمدرسة والشارع ومقاهي الإنترنت والشارع والخ..
وتضيف: يلجأ بعض الأبناء والأمهات إلى أساليب مختلفة كنوع من العقاب في سبيل تقويم اعوجاج سلوك الطفل أو الابن ومن بين هذه الأساليب (الضرب، حرمانهم من الأشياء الذي يحبونها ويرغبون بها، النظرة الحادة، التوبيخ أمام الآخرين، الصراخ ..الخ، على أعتقاد منهم أن هذه الأساليب صحيحة وتساعد في تأديب الأبناء ولكن الواقع والدراسات ثبتت عكس ذلك تماما، فالأم عندما تذم الطفل أو المراهق أمام الآخرين فالنتيجة تكون عكسية فالمراهق لا يقبل ذلك، أما الضرب قد تأتي نتيجة جهل الآباء والصراخ في أغلب الأحيان تكون كردة فعل من الأم أو الأب اللذين يريان من ابنهما فعلاً سلبياً فكأن تصرخ الأم وعندما تعود إلى صوابها تدرك أن هذا السلوك خاطئ، لذلك نقول إن الحوار والتفاهم أفضل طرق للتفاهم مع الأبناء.