كتبت - شيخة العسم:
يحتفظ المجتمع البحريني والعربي عموماً بصورة راسخة بشأن الأخ الأكبر، فهو معتمد أبويه، وملجأ إخوته وأخواته، ورغم أن هذا الأمر يشعر الأخ الأكبر بالثقة بالنفس والاعتزاز، إلا أنه يضع على كاهله مسؤولية يشعر بثقلها في كل موقف.
يقول هشام محمد -26 سنة- منذ أن كنت صغيراً وأنا «شايل همي وهم أخواني» وكوني الأكبر وبعد وفاة والدي، أصبحت أنا المسؤول عنهم. صحيح أن والدتي حفظها الله لم تخرجني من المدرسة فأكملت الجامعة، إلا أن طلبات إخوتي لابد أن تتحقق.
ويضيف: رغم أني لا أكبر إخوتي بكثير، إلا أنهم ينظرون لي كأنني أب وسوبر مان، بطلبات كثيرة كإنهاء إجراءات الجامعة، الذهاب معهم للمستشفى، وحالياً أفكر في الزواج لكني خائف أن يلهيني الزواج عنهم خصوصاً وأني لدي أختان غير أخي الأصغر.
أما حمد خليفة -19 سنة- فيؤكد أن حظوته بلقب الأخ الأكبر انتهك حقوقاً، «منذ أن كنت طفلاً كان أبي وأمي يقدمان علي إخوتي الصغار في كل شيء حتى الألعاب، ويقولون لي أنت الأخ الأكبر وعليك أن تتنازل، رغم أن الفرق بيني وبينهم لا يتعدى سنتين».
وترى أميرة عبدالسلام -31- في نفسها حلالة المشاكل، حين توضع دائماً في المواقف الصعبة والمحرجة، «لطالما اختفت أختي خلفي، لأكون في الواجهة كشأن بقية إخوتي، وحتى بعد زواجي يلجأ إخوتي إليّ، المضحك أني لست الأخت الكبرى بل الوسطى بين خمسة إخوة، أما أختي الكبرى ففي بيت زوجها بعيدة كل البعد عن تحمل المسؤولية.
ويعجب عيسى منصور -18 سنة- باحترام إخوته الأصغر منه له ومحبتهم الكبيرة له، «إن منح أبي لي مسؤولية متابعة إخوتي بسبب سفره الدائم، يجعل مني شخصية قيادية، ودائماً ما يقول لي «أنت ريال البيت»، وأمي تعتمد علي في كل صغيرة وكبيرة، أحب هذه الخصوصية.
وتعلق رئيسة أمناء مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري نوال العبدالله: طالما اعتقد المجتمع أن الأخ الأكبر المسؤول الأول والأخير والذي تقع على عاتقه كافة المسؤوليات، حيث يكون الولد الأكبر مكان الأب في غيابة والبنت الكبرى مكان أمها وهكذا، لكن هذا اعتقاد خاطئ، إذ إن لكل ابن وابنة خصوصيات ومميزات واستعدادات وقدرات جسمية وعقلية تختلف عن الآخر. وتضيف: لا يمكن إلقاء كافة المسؤوليات على الابن الأكبر سواء الولد أو البنت، لكن هذا ما يحدث خصوصاً في المواقف المؤلمة والصعبة، كفقدان أحد الوالدين، وأنا أقول يجب من الوالدين والأخوة البقية أن تتوزع المسؤوليات على باقي الأفراد بحسب القدرات، لافتة إلى أن ذلك لا يمنع أن يتحمل الأخ الأكبر بعض المسؤوليات عن الإخوة الصغار.