عواصم - (وكالات): ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن «حزب الله» الشيعي اللبناني، يهرب أنظمة صواريخ موجهة متطورة من سوريا إلى لبنان من بينها أنظمة صواريخ «ياخونت»، كأجزاء لتفادي أية غارة إسرائيلية.
وذكرت الصحيفة، أن معلومات استخباراتية تفيد أن بعض مكونات أنظمة الصواريخ المضادة للسفن أدخلت إلى لبنان بالفعل. ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أنظمة أخرى قادرة على استهداف طائرات إسرائيلية وسفن وقواعد تخزن في مستودعات تخضع لسيطرة «حزب الله» في سوريا.
وأضافت أن الصواريخ قادرة على رفع قدرة «حزب الله» بشكل كبير على الرد على إسرائيل في أي معركة مقبلة محتملة.
وقال المسؤولون إن الخطوة تخدم غايتين، فإيران تريد تعزيز ترسانة «حزب الله» من أجل رد أي غارات إسرائيلية مقبلة تستهدف لبنان أو البرنامج النووي الإيراني، كما إنها تهدف إلى حث «حزب الله» على الاستمرار في الالتزام بالدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد وحماية خطوط الإمدادات التي يستخدمها النظام السوري والحزب.
وأشارت الصحيفة إلى أن 12 نظام صاروخ مضاد للسفن قد تكون الآن بحوزة «حزب الله» في داخل سوريا، وقد استهدفت إسرائيل تلك الأنظمة المصنوعة في روسيا في يوليو وأكتوبر الماضي، ولاتزال نتائج تلك الغارات غير واضحة.
من جهة أخرى، يحتجز المواطن السعودي ماجد الماجد الذي يشتبه بارتباطه بتنظيم القاعدة وأوقفه الجيش اللبناني قبل أيام، في المستشفى العسكري التابع للجيش بسبب «حالته الصحية الصعبة»، بحسب ما أفاد مصدر طبي ومسؤول متابع لملف التحقيق.
وأكدت قيادة الجيش اللبناني في بيان أن «مديرية المخابرات أوقفت في 26 ديسمبر الماضي أحد المطلوبين الخطرين. وبعد إجراء فحص الحمض النووي له تبين أنه المطلوب ماجد الماجد من الجنسية السعودية».
وهو أول تأكيد رسمي لتوقيف الماجد المطلوب من السعودية، «أمير» مجموعة «كتائب عبدالله عزام» التي تبنت التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر الماضي وأوقعا 25 قتيلاً.
وقال مسؤول مطلع على ملف التحقيق مع الماجد إن «استجواب الأخير يتأخر بسبب حالته الصحية السيئة»، مشيراً إلى أنه «تحت حراسة مشددة» في المستشفى العسكري في بعبدا قرب بيروت. وعبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري عن ارتياح بلاده لتوقيف الماجد، مشيراً إلى أن «هذا الرجل إرهابي هاجمنا وهاجم بلاده قبل أن يهاجم السفارة الإيرانية، وهو على قائمة المطلوبين للعدالة السعودية منذ زمن».
وأعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أنه تلقى طلباً من السفارة الإيرانية في بيروت «بالاطلاع على التحقيقات الجارية مع ماجد الماجد، كونه من المشتبه بهم في التفجير الذي استهدف السفارة»، وأنه «سيرفع الطلب إلى الجهات المختصة». في شأن متصل، قال مسؤولون وخبراء إن الماجد كان من جامعي الأموال الرئيسيين لمقاتلي المعارضة.
في موازة ذلك، طلبت الإمارات من مواطنيها مجدداً عدم السفر إلى لبنان، وذلك غداة الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، وأسفر عن 4 قتلى و77 جريحاً. ودعت الخارجية الإماراتية في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية «مواطني الدولة إلى عدم السفر في الوقت الحاضر إلى لبنان نظراً للأحداث والأوضاع الأمنية المضطربة التي تمر بها حالياً».
وأطلقت الإمارات وباقي دول الخليج عدة تحذيرات في الأشهر الأخيرة لمواطنيها حضتهم فيها على عدم السفر إلى لبنان الذي يعاني من اضطرابات ناجمة خصوصاً عن تداعيات النزاع في سوريا المجاورة.
والانفجار هو الرابع الذي يطال أحياء في الضاحية الجنوبية منذ يوليو الماضي.
ويرى محللون أن موجة التفجيرات والاغتيالات التي بدأت قبل ستة أشهر في لبنان ستستمر بالتصاعد، في ظل شلل سياسي تام ناتج عن انقسام حاد بين الأطراف اللبنانيين يغذيه النزاع في سوريا المجاورة.