القاهرة - (وكالات): أعلنت مصادر أمنية مصرية مقتل 12 شخصاً وإصابة 52 في مواجهات اندلعت أمس بين الأمن المصري ومتظاهرين إسلاميين مؤيدين للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي في عدة مدن عبر البلاد، في أكبر تصعيد للعنف منذ أسابيع، فيما تحدث «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين عن مقتل 19 شخصاً في التظاهرات. واشتبـك المتظاهــرون الإسلاميــون من جهة والأمن والأهالي من جهة أخرى في مناطق متفرقة في القاهرة وفي عدد من المدن عبر البلاد، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واتهمت المتظاهرين المناصرين لجماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرتها الحكومة «تنظيماً إرهابياً» باستخدام أسلحة نارية.
وقالت وزارة الصحة المصرية إن 6 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين في اشتباكات عبر البلاد. وقتل 3 أشخاص في القاهرة وشخص واحد في كل من مدينة الإسماعيلية شرق البلاد ومدينة الفيوم جنوب البلاد والإسكندرية شمال البلاد. وقالت الداخلية المصرية إنها القت القبض على 122 من المتظاهرين الإسلاميين عبر البلاد.
وقال مصدر أمني إن أنصار جماعة الإخوان أحرقوا سيارة للشرطة أثناء مرورها في منطقـة الطالبيـة في حـي الهرم باستخدام زجاجات حارقة.
وفي حي مدينة نصر شرق القاهرة، أطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع لتفريق الآلاف من أنصار مرسي والإخوان المسلمين تظاهروا في تحد جديد لقرار الحكومة المصرية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين «تنظيماً إرهابياً»، ولقانون التظاهر الجديد الذي يحظر تنظيم التظاهرات والمسيرات دون إذن مسبق من وزارة الداخلية.
وإثر تدخل الأمن، تفرق المتظاهرون في الشوارع الجانبية حيث اشعلوا النيران في إطارات السيارات لتخفيف أثر الغاز. وشهدت التظاهرة مشاركة كبيرة للسيدات والفتيات. وفي حي مدينة نصر أيضاً، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع طلاب مؤيدين للإخوان من الخروج من سكن الطلاب الخاص بجامعة الأزهر الساحة الرئيسة لتظاهرات الإسلاميين مؤخراً، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وفي مدينة السويس، فرق الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع مسيرة لأنصار الإخوان. وأشعل متظاهرون إسلاميون النيران في سيارة شرطة في محافظة بني سويف جنوب البلاد.
وأظهرت مقاطع بثها التلفزيون الرسمي مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الإسلاميين الذين أشعلوا النيران في إطارات السيارات في مدينة الإسكندرية حيث قتل شخص. وأغلقت قوات الأمن المصري الميادين الرئيسة أمام حركة المرور، وتمركزت مدرعات للجيش والشرطة حول ميادين التحرير والنهضة ورابعة العدوية في القاهرة.
وقبل نحو أسبوعين، أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان «تنظيماً إرهابياً» بعد تفجير استهدف مديرية أمن الدقهلية وخلف 15 قتيلاً معظمهم من أفراد الأمن. ويأتي اشتعال العنف مرة أخرى في مصر قبل أقل من أسبوعين من تنظيم الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد المقرر في 14 و15 يناير المقبل. ويعد الاستفتاء أول استحقاق انتخابي منذ إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.