حين نتكلم عن الطاقات الشبابية لمملكة البحرين لا ننسى أن نذكر الإعلامي المبدع عبدالله الشاووش، شاب بحريني في الثلاثين من العمر سخر عدسة كاميرته لنقل الصور المشرقة من وطننا الغالي، فلا تمر علينا فعالية وطنية أو مناسبة تراثية إلا وكان أول الحضور مبادراً في تغطية هذه الفعاليات، وذلك منذ دخوله المنتديات العام 2008 بمنتدى بوابة البحرين ثم منتديات مملكة البحرين، حيث كان صاحب البصمة الأروع في مجال تغطية واستباق الحدث وهذا ما قاله متابعوه، ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا عليه مسمى «عين الحدث» لنقله التفاصيل بكل دقة واحترافية.
رغم كونه حاملاً لشهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال وهو كل البعد عن مجال الصحافة والإعلام، إلا أنه عشق هذا المجال وتفنن فيه فخاله هو وكيل وزارة الثقافة والإعلام السابق المرحوم محمد البنكي، وكان الملهم والقدوة التي استمد وأحب منه بأن يكون كاتباً ومصوراً صحافياً، لكنه يعمل بصفة مستقلة لا يتبع أي صحيفة أو توجهاً معيناً، ولا يدخل في أي خلافات أو صراعات مهما كان الشخص على حق أو باطل، وقام بتغطية العديد من الفعاليات في الصحف والتي وصلت المئات وحصل على الرعاية الإلكترونية الحصرية للتغطية في مختلف المجالات.
عرفته متعاوناً مع الجميع محباً لهم ومحبين له لطيب خلقه وصفاء قلبه، لا يتوانى لحظة عندما يطلبه أحد أو يناديه الوطن لأداء واجب، يقابل الجميع بابتسامة حتى وإن كان يخفي في داخله الكثير من الحزن والغموض، «بومحمد» الذي يحب ابنه الوحيد كثيراً ويأخذه معه في كل مكان ليطلعه على تجارب الحياة والعمل، يشاغب «محمد» أباه دائماً للحصول على كاميرته من أجل التقاط الصور كما يتصيد والده تلك اللقطات الجميلة، أشعر بالثقة حين أرى وجود هذا الشخص بين المصورين والحضور لأني على يقين بأنه سينقل الفعالية بأبهى صورة، ولا يفوتني متابعته على شبكات التواصل الاجتماعي خلال حسابه على «إنستغرام».
لم يكتفِ بحبه ودفاعه عن البحرين في كل موقف يستدعي منه ذلك وخصوصاً عندما سخر وقته وجهده لوطنه على حساب نفسه، بل أكرمه الله سبحانه وتعالى بأن يكون عوناً لأهلنا السوريين اللاجئين بالأردن عبر حملات إغاثية، وذلك عندما أسس مع رفاقه ما أسموه «تجمع شباب الخليج العربي» وهم مجموعة شباب متطوع من الخليج العربي لنصرة الشعب السوري، وكان من أوائل من خاطر بنفسه بالدخول إلى سوريا الجريحة والإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية بنفسه للنازحين، ومخاطراً بحياته مصراً على مبدئه بضرورة البذل والنصرة.
حق لي بأن أكتب عن هذه الشخصية التي تستحق منا كل الاحترام والتقدير، وعلى الأقل أن يتم تكريمه من قبل الصحف التي نشر لها تغطياته، وكحال الشباب الذي يحتاج إلى الدعم والمتابعة بل حتى ولو شهادة شكر وثناء على الجهود التي قام ويقوم بها، فمثله من الشباب يملكون الإمكانات والطاقات والذين يندفعون لتقديم الأفضل حين يحصدون ثمرة ما يزرعونه، وكل هذا سيعود أولاً وآخراً في رفعة اسم مملكة البحرين.
حسين شويطر