عواصم - (وكالات): قتل العشرات من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام، «داعش»» ومناصريهم خلال معارك مع مقاتلي المعارضة شمال سوريا واعتبرها الائتلاف الوطني المعارض «ضرورية» من أجل مكافحة «التطرف» و»تنظيم القاعدة الذي يحاول خيانة الثورة».
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن « 36 عنصراً من الدولة الإسلامية في العراق والشام ومناصريها قتلوا وأسر 100 خلال اشتباكات تجري مع مقاتلي المعارضة السورية في ريف حلب الغربي وريف إدلب الغربي الشمالي».
كما قتل خلال الاشتباكات 17 مقاتلاً معارضاً ينتمون إلى كتائب إسلامية وغير إسلامية.
وأعلن «جيش المجاهدين»، الذي تشكل مؤخراً في حلب، الحرب على الدولة الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة وجماعات معارضة أخرى، في بيان نشر أمس الأول «حتى إعلانها حل نفسها أو الانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الأخرى أو تركهم أسلحتهم والخروج من سوريا».
واتهم «جيش المجاهدين» في البيان تنظيم الدولة الإسلامية بـ «الإفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي دفعوا الغالي والرخيص لتحريرها» من النظام السوري.
كما اتهمه بالقيام بعمليات سرقة وسطو وبطرد المدنيين من منازلهم «وخطفهم للقادة العسكريين والإعلاميين وقتلهم وتعذيبهم في أقبية سجونهم».
وسيطر «جيش المجاهدين» على قرية الجينة في ريف حلب الغربي إثر اشتباكات عنيفة بينه وبين مقاتلي الدولة الإسلامية ، بحسب المرصد الذي أورد أسر 60 من عناصر الدولة الإسلامية.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، دعمه «الكامل» للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد الجهاديين المنتمين إلى تنظيم القاعدة.
واعتبر الائتلاف أنه «من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات الرئيس السوري بشار الأسد وقوى القاعدة التي تحاول خيانة الثورة».
ودعا الائتلاف بحسب البيان الذي نشره في إسطنبول حيث يقطن أبرز أعضائه، المجتمع الدولي «للاعتراف بأهمية دعم القوى الثورية في معركتها ضد تطرف تنظيم القاعدة».
واتهم الائتلاف الوطني المعارض «الدولة الإسلامية» بأنها على «علاقة عضوية» مع النظام السوري، وبأنها تعمل على «تنفيذ مآربه».
ورحب مقاتلو المعارضة في البداية بانضمام هذه المجموعات إليهم نظراً للتنظيم الذي كانت تتمتع به إلا أنها أثارت حفيظتهم تدريجياً بعد أن قامت باختطاف وقتل نشطاء من صفوفهم، واتهموها بـ «سرقة» ثورتهم ضد النظام.
وأكد أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف هادي البحرة على ضرورة «أن يرى العالم كيف تأخذ المعارضة المبادرة لمكافحة التطرف في سوريا» مشيراً إلى أن «القاعدة تشكل تهديداً للشعب السوري كما إنها تشكل تهديداً كذلك للإنسانية جمعاء».
واقتحم مقاتلون من «جبهة ثوار سوريا» مقرات «الدولة الإسلامية» في بلدة تلمنس في ريف إدلب وسيطروا عليها وصادروا الأسلحة الموجودة فيها وأسروا بعض عناصر الدولة الإسلامية، بحسب المرصد.
وتشكلت الجبهة في ديسمبر الماضي وضمت 15 كتيبة ولواء تابعاً للجيش السوري الحر.
وأصدرت بياناً دعت فيه «منتسبي داعش من السوريين إلى تسليم أسلحتهم إلى أقرب مقر تابع لجبهة ثوار سوريا وإعلان تبرئتهم من داعش» كما طلبت من «المهاجرين المقاتلين غير السوريين من الجهاديين المغرر بهم الانضمام إلى جبهة ثوار سوريا أو أي فصيل آخر تابع للجيش الحر بسلاحهم أو تسليم سلاحهم لنا ومغادرة سوريا خلال 24 ساعة».
وأرسلت الدولة الإسلامية في العراق والشام تعزيزات عسكرية لمقاتليها من مدينة الباب في ريف حلب باتجاه بلدة مارع التي تدور في محيطها ومحيط مدينة أعزاز اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الجيش الحر يطوق بلدة سلقين في ريف إدلب «من أجل إخراج داعش من المدينة وقام بقطع كل الطرق المؤدية إلى المدينة».
وعلى جبهة مقابلة، تتواصل العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
ففي ريف دمشق، تعرضت أحياء في مدينة يبرود إلى قصف من قبل القوات النظامية التي قامت كذلك برمي البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة عدرا.
وفي دير الزور، أفاد المرصد باشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة مشيراً إلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
ووسط البلاد، قامت القوات النظامية بقصف محيط بلدة الدار ومناطق في بلدة الحصن الواقعتين في ريف حمص.
ويأتي ذلك فيما يبذل المجتمع الدولي جهوداً لعقد مؤتمر جنيف 2 المقرر في 22 يناير الجاري لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية التي أودت بحياة 130 ألف شخص منذ منتصف مارس 2011. من جانب آخر، قال أعضاء في المجلس الوطني السوري الذي يتمتع بنفوذ كبير في المعارضة السورية إن من المتوقع أن يصوت المجلس بمقاطعة المحادثات المزمعة في جنيف والتي تستهدف إنهاء الصراع المحتدم في سوريا منذ نحو 3 أعوام.
ويعارض المجلس المشاركة في المفاوضات بدعوى أن القوة العالمية لم تبذل جهوداً كافية لإرغام بشار الأسد على التنحي.
وحققت قوات الأسد في الأشهر القليلة الماضية مكاسب ميدانية في مواجهة مقاتلين تدعمهم المعارضة ومن ثم فإنه لا يواجه أي ضغوط في الوقت الراهن لتقديم تنازلات. وقتل أكثر من 100 ألف شخص في سوريا وفر أكثر من مليوني لاجئ إلى الخارج ونزح أكثر من 6.5 مليون آخرين داخل البلاد.