أنقرة - (وكالات): وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان -الذي تواجه حكومته الإسلامية قضية فساد واسعة- أمس الأزمة السياسية في البلاد بأنها «مؤامرة» من القوى المناوئة على «مستقبل واستقرار» تركيا.
وفي مأدبة غداء في إسطنبول مع عدد من المفكرين والكتاب والصحافيين الموالين للحكومة، أعاد أردوغان التجديد على رأيه بوجود قوى في تركيا والخارج تتآمر على الإطاحة به من السلطة.
وقال في كلمة متلفزة «ما يحاولون فعله هو اغتيال الإرادة القومية».
وتأتي اتهامات أردوغان في رد فعل على التحقيقات الواسعة في قضايا فساد أدت إلى اعتقال عدد من حلفائه الرئيسيين في 17 ديسمبر، ومن بينهم عدد من كبار رجال الأعمال وأبناء وزراء سابقين.
وأجبر أردوغان على إعادة تشكيل حكومته. وأدت الفضيحة إلى استقالة عدد من النواب من حزب «العدالة والتنمية». كما أثرت فضيحة الفساد على الاقتصاد حيث سجلت الليرة التركية أدنى معدلاتها مقابل الدولار، كذلك تدهورت الأسهم في بورصة إسطنبول.
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن تركيا ستتغلب على الصعوبات الحالية. وقال إن الانتخابات البلدية المقرر أن تجرى في مارس المقبل ستكون اختباراً للنظام الذي يستعد للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أغسطس.
وقال أردوغان «لن نسمح بأن تخيم الغيوم على مستقبل تركيا».
واتهمت حكومة أردوغان التي تتولى السلطة منذ 2002 الموالين لرجل الدين فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة والذي يحظى بنفوذ في الشرطة والقضاء، بالتحريض على التحقيقات في قضية الفساد.
في شأن متصل، حث الرئيس التركي عبدالله غول القضاء على التزام الحياد في مباشرته التحقيق في مزاعم الفساد التي تهز الحكومة، محذراً من النتائج الاقتصادية الخطيرة إذا تآكلت الثقة في مؤسسات الدولة.
وقال في أول تصريحات شاملة يدلي بها عن فضيحة الفساد إنه لن يتم التسامح مع وجود «دولة داخل الدولة»، في إشارة إلى الحركة التي يتزعمها غولن الذي يتمتع أتباعه بنفوذ قوي في الشرطة والقضاء التركيين.
وقال أيضاً إنه لا ينبغي التسامح مع الفساد.