أديس أبابا - (وكالات): قرر طرفا النزاع في جنوب السودان أمس إرجاء بدء المحادثات المباشرة بينهما، ما أضعف الآمال بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار سريع ينهي القتال ويبدد مخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية شاملة.
وفيما التقى قادة كبار من وفدي الحكومة والمتمردين لوقت قصير بشكل مباشر، إلا أن الأطراف المتنازعة واصلت إجراء محادثات منفصلة مع المفاوضين. ولم يتم تحديد أي موعد لبدء المحادثات الثنائية المباشرة رغم أن الفريقين المفاوضين أمضيا 3 أيام في نفس الفندق الفخم في أديس أبابا. وقال نائب حاكم ولاية جونقلي سابقاً وعضو وفد المتمردين المفاوض حسين مار نيوت بعد إعلان تأخير المحادثات «لا أعتقد أن هناك ما يشير إلى أن المفاوضات تنهار».
وأضاف أن «الوسطاء ينهون المشاورات مع المجموعات ويعدلون برنامج المحادثات وبعد ذلك سيدعون إلى إطلاق المحادثات». وفي جنوب السودان كان الجيش يواصل عمليته من أجل استعادة السيطرة على بلدة بور الاستراتيجية -عاصمة ولاية جونقلي- من أيدي المتمردين. وأعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب آغير أن «قواتنا لاتزال تتقدم في اتجاه بور، وهناك معارك عنيفة»، نافياً مزاعم المتمردين بأنهم بدؤوا التقدم في اتجاه العاصمة جوبا.
وأشارت تقارير إلى معارك طاحنة شملت الدبابات وسلاح المدفعية في ضواحي بور، البلدة الاستراتيجية التي انتقلت السيطرة عليها من فريق إلى آخر ثلاث مرات منذ بدء القتال قبل 3 أسابيع.
والقتال المستمر دفع بمنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر إلى تنبيه الجنود والمتمردين لضرورة حماية المدنيين والعاملين في الوكالات الإنسانية، وإلا فإن الوضع الصعب أساساً سيتفاقم. وأمس أعلن أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «ستعزز وجودها» في البلاد.
وأمرت السفارة الأمريكية في جنوب السودان بسحب المزيد من الموظفين بسبب «تدهور الوضع الأمني» رغم أن واشنطن تشدد على أنها تبقى ملتزمة بوقف العنف. وفي أديس أبابا، أعلن وزير الإعلام الجنوب سوداني مايكل ماكوي المشارك في مفاوضات أديس أبابا والمتحدث باسم وفد المتمردين يوهانس موسى بوك، إن الطرفين لن يلتقيا قبل وضع جدول أعمال للمفاوضات يوافق عليه الفريقان. وأسفر النزاع الذي بدأ في 15 ديسمبر الماضي بين وحدات الجيش الموالي للرئيس سلفا كير وحركة التمرد المدعومة من خصمه نائب الرئيس السابق رياك مشار، عن سقوط آلاف القتلى كما أدى إلى نزوح 200 ألف شخص.