أكدت الندوة المشتركة «التعاون الإعلامي الإماراتي- البحريني في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية» أهمية التصدي للدعايات الخارجية المسيئة والمغرضة التي تتعرض لها مملكة البحرين بين الفينة والأخرى؛ بهدف النيل من الأمن والاستقرار والتأثير سلباً في مسيرة العمل التنموي .
وشدد المنتدون -خلال انطلاق أعمال الندوة أمس في «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» بابوظبي- على ضرورة وجود سياسة إعلامية مشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج، وفقاً لخطة استراتيجية تدعمها حكومات دول المجلس، تستند إلى مبدأ الفعل وليس التعامل مع ردود الفعل، لافتين الى دور «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» في بناء مثل هذه الاستراتيجيات والخطط الإعلامية التي يجب أن تواكب المتطلبات والمتغيرات التي تتسارع في منطقتنا.
وقال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية د. جمال السويدي: تناقش الندوة أهمية التعاون الإعلامي بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهي أهمية ذات أبعاد متعددة، أهمها ما يتعلق بطبيعة التحديات الاستراتيجية المشتركة التي نتقاسمها، وما تتطلبه هذه التحديات من استجابات مشتركة لمواجهتها والتصدي لها على الصعد كافة، ومنها بطبيعة الحال الصعيد الإعلامي، مؤكداً أن الندوة، ستفتح آفاقاً جديدة في مقاربة موضوع النقاش، وتضيف قوة دفع نوعية للعلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
ولفت د. السويدي إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، تمتلكان إرادة سياسية راسخة وموروثاً عميقاً ورصيداً تاريخياً في مجال التعاون المشترك في المجالات كافة، كما تمتلكان خبرات كبيرة في العمل الإعلامي، وتشهدان طفرة نوعية في هذا المجال الحيوي، على المستويين التقني والمهني، بما يؤهلهما لبلورة رؤى وصيغ فاعلة للتعاون المشترك؛ من أجل مواجهة التحديات على المستويين الداخلي والخارجي، وتبادل الخبرات على صعيد مواجهة الحملات الإعلامية الخارجية التي تتعرض لها الدولتان، وكذلك التصدي للدعايات الخارجية المسيئة والمغرضة التي تتعرض لها بين الفينة والأخرى مملكة البحرين الشقيقة؛ بهدف النيل من الأمن والاستقرار والتأثير سلبياً في مسيرة العمل التنموي.
وأكد د. السويدي في هذا الإطار، حرص دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على تأكيد دعمها الدائم ومساندتها القوية والمستمرة للأمن والاستقرار في مملكة البحرين، مشيرا الى انه انطلاقاً من هذه القناعة الراسخة، فإن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، يضع كل خبراته ورصيده المعرفي والعلمي في خدمة مملكة البحرين، ساعياً إلى بذل الجهد وبناء قنوات اتصال فاعلة، وتعاون وتنسيق متواصلين؛ من أجل دراسة التحديات المشتركة في المنطقة العربية على الصعيد الإعلامي وغيره من الصعد، وبلورة آليات التعامل معها، بما يضمن لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جميعها الأمن والاستقرار، ويحفظ لشعوب هذه الدول المكتسبات التنموية التي حققتها، ويهيِّئ لها البيئة الملائمة للمضي في تحقيق مزيد من التقدم والازدهار».
وقال د. السويدي: إن التأثير المتنامي للإعلام بوسائله وتقنياته كافة، هو ضمن آليات إدارة العلاقات الدولية في الوقت الراهن. وإذا كان الإعلام يمثل منذ عقود مضت، أحد مكونات ما يعرف بالقوة الناعمة للدول، فإن دوره هذا، بات يشهد تحولات متسارعة بفعل تجليات ثورة المعلومات وتطبيقاتها في مجال الإعلام، لافتاً إلى أن الإعلام يمثل منذ عقود مضت، أحد مكونات ما يعرف بالقوة الناعمة للدول، ودوره هذا، بات يشهد تحولات متسارعة بفعل تجليات ثورة المعلومات وتطبيقاتها في مجال الإعلام.
وأكد د. السويدي أن منطقة الشرق الأوسط باتت ساحة لأشد صراعات القرن الحادي والعشرين وطأة حتى الآن، في ظل ما تموج به المنطقة من تغيرات واضطرابات وتحولات تتداخل فيها العوامل الطائفية والمذهبية والسياسية والعرقية وحسابات المصالح وطموحات فرض السيطرة والنفوذ والهيمنة الإقليمية، وغير ذلك من عوامل ومحركات للصراع والاضطراب في هذه المنطقة الحيوية من العالم، لافتاً إلى دور الإعلام فيما تشهده المنطقة من أحداث، مشيراً إلى أن هناك أدواراً مؤثرة للفضائيات المتلفزة في تشكيل الرأي العام وبناء القناعات، بل تحريك الأزمات وإدارة الاضطرابات؛ وهناك أدوار موازية تلعبها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت متغيراً لا يستهان به، في فهم ديناميات الأزمات الداخلية التي تشهدها بعض دول المنطقة.
وتابع د. السويدي: إن التعاون أصبح في المجالات كلها، وفي مجال الإعلام على وجه التحديد، خياراً حتمياً لا مفر منه بالنسبة إلى دولنا؛ لأن التحديات باتت تتزايد وتتكاثر بوتيرة متسارعة، بعد أن أصبحت التحديات عابرة للحدود، وأصبح الإعلام إحدى الأدوات الفاعلة في التنافس الاستراتيجي وصراعات النفوذ والسيطرة في النظام العالمي الجديد، ضمن ما يعرف بحروب الجيل الرابع، وغيرها من استراتيجيات الصراع ونظرياته، التي توجب تنسيقاً وتعاوناً وتبادلاً للخبرات بين الدول.
بدورها أكدت الكاتبة سوسن الشاعر دور التعاون الإعلامي في مواجهة التحديات الداخلية، وجماعات التطرف الديني وحرب الشبكات، ودوره في تغطية الأحداث بطريقة يمكن أن تكون لها نتائج كارثية على الاستقرار الأمني، ودور مؤسسات المجتمع المدني في بث رسائلها الخاصة إلى العالم والتأثير على الرأي العام.
ومن جانبه قال رئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي: ان هناك مؤامرة تستهدف دول الخليج العربي ويجب التنبه إلى الخلايا النائمة والمنظمات الحقوقية المسيَّسة، ودور الإعلام الخارجي وتعاطيه مع قضايا المنطقة.
ومن جهته بين رئيس تحرير «جريدة الاتحاد» في دولة الإمارات العربية المتحدة محمد الحمادي، أهمية التنسيق والتعاون الإعلامي بين مؤسسات الدولة الواحدة، والمؤسسات الإعلامية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في نقل المعلومات والأخبار، واستغلال تلك الوسائل بطريقة سلبية. وأشار الحمادي إلى كتاب «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك» لمدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» د. جمال السويدي، الذي يرصد تطور دور وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الاجتماعي في المستقبل، وما سيعكسه ذلك من تغييرات على كثير من المسلَّمات الراهنة.
ومن ناحيته أكد راشد العريمي أن التعاون الإعلامي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ليس خياراً، بل هو ركن أساسي لضمان الاستقرار.