كتب - وليد صبري:
قال أطباء ومختصون إن «ارتخاء الجفون من أكثر أمراض العيون شيوعاً وانتشاراً سواء بين الكبار والصغار، وتختلف أنواعه باختلاف الأسباب»، مشيرين إلى أن «أصحاب المرض يعانون ضعف الإبصار، ويعد التدخل الجراحي العلاج الأمثل والأنسب لغالبية حالاته».
وأوضحوا أن «للجفون وظائف عديدة منها حماية العين من أية إصابات خارجية، كما أنها تمنع تساقط الدموع خارج العين إضافة إلى أنها تعطي شكلاً جمالياً».
ارتخاء الجفن الكاذب
قال أخصائي الطب العام د. أحمد شفيق إنه «من المعروف أن الجفن عبارة عن ثنية من نسيج جلدي مخاطي متحور، يغطيه الجلد من الأمام، ونسيج الملتحمة من الخلف، ووظيفته حماية العين من أية إصابات خارجية وأثناء النوم، كما تساعد الجفون على نقل وتصريف الدموع بالعين، كما أن إفرازات الغدد الدهنية بالجفن تمنع تساقط الدموع خارج العين، علاوة على أن الجفون تعطي شكلاً جمالياً لوجه الإنسان».
وذكر أن «الإصابة بارتخاء الجفون من أكثر أنواع أمراض العيون انتشاراً سواء في الكبار أو الأطفال وهو عبارة عن سقوط الجفن العلوي لأسفل بحيث يغطى جزءاً كبيراً من القرنية أو القزحية لمسافة تزيد عن النسبة الطبيعية، حيث يغطي الجفن العلوي سدس القرنية ما يساوي 2 ملليمتر من القرنية، لكن عند زيادة هذه المسافة يعتبر الشخص مصاباً بارتخاء الجفون، وقد يصيب هذا الارتخاء عيناً واحدة، أو العينين معاً».
من جانبه، أوضح استشاري طب وجراحة العيون د. عبدالله حامد أنه «توجد عدة أنواع من المرض منها ارتخاء الجفن عند الأطفال حديثي الولادة، بسبب عيب خلقي بالعضلة الرافعة للجفن، أو في العصب الثالث المغذي للعضلة، ويصيب هذا النوع في الغالب الجفنين معاً، ويكون واضحاً منذ ولادة الطفل، مصحوباً ببعض العيوب الخلقية الأخرى بالعينين مثل ضيق في العضلة المستقيمة الرافعة للعينين، أو زوائد جلدية في زوايا العين، أو ضيق في فتحة العينين».
أما النوع الثاني كما ذكر د. عبدالله حامد فهو «الارتخاء المكتسب، الذي يحدث في جفون سليمة وينقسم هذا النوع إلى عدة أنواع، الأول، هو ارتخاء الجفن الناتج عن تعرض العين لإصابة أو كدمة مما يؤدي إلى تمزق العضلة الرافعة للجفن، أو إصابة العصب المغذي له، أو نتيجة ثقل الجفن بسبب حدوث تجمع دموي به، والثاني هو ارتخاء الجفن الميكانيكي، بسبب ثقل الجفن نتيجة وجود كيس دهني كبير به أو رمد حبيبي، أو ربيعي، أو ورم، أما الثالث فيتمثل في ارتخاء الجفن الناتج عن بعض الأمراض التي تصيب العضلة الرافعة للجفن بالضعف مثل مرض «مياثينيا جرافيسي»، مضيفاً أن «النوع الرابع يتمثل في ارتخاء الجفن لشلل العضلة الرافعة له نتيجة حدوث إصابة في العصب الثالث المغذي لعضلات العين، أو في النواة الخاصة بالعصب الثالث في المخ، وهذا النوع يكون مصحوباً بالأعراض الأخرى لشلل العصب الثالث مثل حدوث حول بالعين، أو شلل بعضلة «موللر»».
وأوضح أنه «يوجد أيضاً ارتخاء الجفن الهستيري، ويحدث غالباً في السيدات صغيرات السن، اللائي يعانين من اضطرابات نفسية، ويكون غالباً في الجفنين، وهناك ارتخاء الجفن الذي يحدث نتيجة الشيخوخة، بسبب ضعف العضلة الرافعة للجفن، أو وجود دهون محيطة بالعين حول مناطق ضعف حاجز الحجاج».
وتابع د. عبدالله حامد أن «النوع الأخير هو ارتخاء الجفن الكاذب، نتيجة عدم وجود دعم للجفن من الخلف، بسبب حدوث ضمور بالعين، أو استئصالها، أو تكون العين غائرة للخلف، ويشكو المريض في هذه الحالة من وجود تشوه في شكل العين، أو تأثير الارتخاء على قوة الإبصار خصوصاً إذا كانت درجة الارتخاء كبيرة، وغطت حدقة العين».
التدخل الجراحي المبكر
وفيما يتعلق بالعلاج، قال أستاذ طب وجراحة العيون د. سامي جاسر أنه «يتم تحديد العلاج حسب نوع الارتخاء، فإذا كان بسيطاً «خلقياً» سواء أصاب عيناً واحدة أو العينين معاً، فلا تجرى له جراحة إذا لم يكن قد أثر على حدة الإبصار، ولكن قد نلجأ إليها للتجميل فقط، أما إذا كان الارتخاء شديداً وأصاب العينين خصوصاً في الأطفال، فقد يضطر الطفل إلى رفع ذقنه إلى أعلى والرأس للخلف حتى يتمكن من الرؤية، وذلك من خلال الجزء الأسفل من العين، مما يؤدي إلى التأثير على فقرات الرقبة، وحدوث تشوه في العمود الفقري، وفي هذه الحالة لابد من إجراء جراحة في سن مبكرة لتعديل هذا الارتخاء لعدم حدوث أية مضاعفات».
وقال إنه «في حال حدوث ارتخاء شديد في عين واحدة، يغطي الحدقة مما يؤدي إلى حجب الرؤية، هنا يجب التدخل الجراحي المبكر، حتى لا يحدث كسل في حدة الإبصار، لأن ارتداء النظارة الطبية لا يجدي بسبب إهمال المخ الرؤية بهذه العين».
وحول علاج الارتخاء الناتج عن إصابة الجفن والعضلة الرافعة له، أو العصب المغذي لها مؤدياً إلى حدوث نزيف أو انتفاخ أشار د. جاسر إلى أنه «يتم عن طريق إعطاء المريض بعض الأدوية لمدة 6 أشهر لأنه في بعض الحالات قد يشفى المريض، ولكن إذا اضطررنا للقيام بالجراحة تتم على مرحلتين، الأولى، استعمال نفس العضلة الطبيعية التي ترفع الجفن من خلال تقصيرها، أما الثانية، فهي استخدام خيوط لرفع الجفن، ليتمكن الإنسان من الرؤية».
وعن علاج ارتخاء الجفن نتيجة وجود حبوب أو انتفاخات به، مع ثقل الجفن قال د. جاسر إن «علاجه يكون بإزالة هذه الانتفاخات أو الحبوب التي أدت إلى سقوط الجفن».
ولفت إلى أن «الارتخاء الشللي المصاحب لبعض الأمراض مثل الأمراض العصبية أو السكر فيجب علاج المرض الأساس أولاً، مع تناول بعض الفيتامينات لتغذية الأعصاب، فإذا لم نجد العلاج نلجأ إلى الجراحة».