كتبت - عايدة البلوشي:
ذوو الدخل المحدود وضعهم صعب للغاية، فقبل منتصف الشهر تكون الجيوب قد ثقبت، وتسرب منها البقية الباقية من الراتب، ولسال حالهم يقول «نحن مفلسون بالثلاثة»!.
الموظف علي أحمد ينتظر الراتب الجديد في عاشر يوم من الشهر، «كموظف في القطاع العام أستلم الراتب بتاريخ 26 من كل شهر، ولا أصل لتاريخ 7 منه حتى لم يتبقَ لي منه شيء، بالتالي أنتظر الراتب الشهر القادم بفارغ الصبر وهذا هو حالي في كل شهر.
ويتساءل أحمد: أنا موظف وراتبي يصل إلى 600 دينار تقريباً، ومازلت أعزب، وراتبي لم يغطِ جميع احتياجاتي وكيف إذا تزوجت وكونت أسرة؟ هذا هو هاجسي اليوم، أعترف بأني نوعاً ما مبذر ولكن كل ما أشتريه أحتاجه فالكماليات اليوم أصبحت من الضروريات، اليوم يعتبر الهاتف والسيارة والآي باد ..إلخ من الضروريات.
كذلك يجد رب الأسرة محمد راشد أن الكماليات من ضروريات اليوم، مضيفاً: على سبيل المثال لا الحصر، اليوم على الأسرة عمل حفلة عيد ميلاد لأبنائها وتقديم الهدايا لهم، بالأمس ربما كانت هذه الحفلات غير موجودة أو ربما كان الأبناء يقتنعون بـ» كيكة» لكن اليوم الهدية في مقدمة هذه الحفلة على أن تكون ثمينة، وأيضاً الأم (الزوجة) عليها أن توجب وتذهب إلى المناسبات (الولادة.. حفلات الزواج..) كل هذه الأمور بحاجة إلى ميزانية خاصة، وهي مناسبات ربما تحدث في الشهر مرتين أو ثلاث، بالتالي من الطبيعي جداً أن ينتظر الأب نزول الراتب من عاشر يوم من الشهر، لذلك تجد المجمعات التجارية في بداية الشهر مزدحمة بالناس أما منتصفة أقل وهكذا تدريجياً حتى يقل العدد في نهاية الشهر.
ويرى رب الأسرة عبدالله إبراهيم أن السبب الرئيس لانتظار الراتب منذ منتصف الشهر على أبعد تقدير، هو قلة الدخل مقابل كثرة المتطلبات وارتفاع الأسعار، مردفاً أن رب الأسرة الذي يعيل أسرة كاملة مكونة ربما من (7-9 أفراد) لا يستطيع تلبية جميع هذه الاحتياجات، بالتالي نجده في بداية الشهر يعيش في رفاهية ويذهب إلى المطاعم والمنتزهات والحدائق، بينما في نهاية الشهر يلغي هذه البرامج من يومه حتى نزول الراتب.
جاسم مصطفى كان يتسوق في أحد المجمعات التجارية، يذكر أن مجيئه المجمع لشراء أدوية من الصيدلية، وليس للمطاعم والتنزه كما هو شأن الأيام الأولى من الشهر!.
ومن جانبه يؤكد رب الأسرة صالح علي أن ذوي الدخل المحدود اعتادوا انتظار الراتب منذ عاشر يوم في الشهر تقريباً، «الراتب» يخلص «تدريجياً من أول يوم حتى اليوم العاشر تقريباً، بالتالي نحن على «الحديدة».
ويعتقد علي أن السبب الرئيس وراء ذلك هو كثرة متطلبات الحياة وارتفاع الأسعار مع قلة الدخل، بالتالي يقف رب الأسرة عاجزاً بين تلبية هذه الرغبات وبين الحاجات الضرورية لأسرته، داعياً علي مجلس النواب للعناية بمثل هذه المواضيع.