رواية سيرة العريان من أحدث إصدارات مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة وهي من إصدارت2014. عاش العريان حياته لا منتمياً للأعراف السخيفة والاصطلاحات البالية والمظاهر الشكلية، كان جوهرياً في نظرته لحياة، مثالياً إلى أبعد مدى، فيلسوفاً موهوباً مثقفاً نابغة ، إلا أن الزمن ضن عليه بما يستره، وكان الحرمان والفقر والمنع والإحباط والعوز والقطيعة هم سياج حياته كلها.
تبدأ الرواية بلحظة عودة العريان إلى قريته بصحبة زوجته وطفلته لتذكره بلحظة دخولها الأولى وهو طفل محمولاً مع بعض الكراكيب والكتب.. عاد إليها ومن دون أن يكون له بيت فيها، وقد فرضت عليه الوزارة الوظيفة في مسقط رأسه.
حياة العريان تستمر مع الحيلولة والمنع وسوء الحظ، حتى أنه وقد استلم تعيينه كمعلم لم يدرس لطلابه سوي حصة واحدة كانت لمجرد التعارف ليجد نفسه بعدها في مواجهة العدالة كمتهم جنائياً.
ما هي تهمته؟ وكيف تطورت القضية إلى التعقد، وكيف نظرت العدالة إليه ؟ كيف كانت قضية العريان مع العدالة هي نفسها قضيته مع المجتمع كله، ومع الحياة على المدى الوسيع؟.. كيف كانت حياة العريان في السجن إدانة للنظام السياسي كله، كما كانت حياة العريان خارج السجن إدانة للنظام الاجتماعي، كما كانت الساعات التي قضاها معلماً قبل أن يقبض عليه إدانة للنظام التعليمي في مصر؟.. الرواية وثيقة من خلال سيرة العريان الذي ضن عليه الزمن بما يستره بداية من الاسم، رغم نبله ونبوغه ومثاليته.