قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن زيارات الوفود الشعبية البحرينية إلى فلسطين تعد الأكثر من بين الدول العربية، مشيداً بحكمة العاهل وبعمق العلاقات التي تربط فلسطين بالمملكة، وبالمواقف الرسمية والشعبية الداعمة والمتضامنة من حق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله وقيام دولته وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد أبومازن -خلال استقباله النائبين أحمد الساعاتي وإبتسام هجرس بمقره الرئاسي في مدينة رام الله- رفضه التام لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون البحرين.
وقدم الرئيس أبو مازن شرحاً لآخر تطورات محادثات السلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تخوض مفاوضات شاقة مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية وساطة من الولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي يرفض الاعتراف بالاتفاقيات والتوافقات السابقة في المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ويريد البدء من جديد إضاعة للوقت ولتكريس الاحتلال وخنق الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه المشروعة. وذكر أن الجانب الفلسطيني ليس لديه مجال لتقديم أي تنازلات في المفاوضات وأنه متمسك بمواقفه بشأن حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وبسط سلطته على المعابر الحدودية مع الخارج وعدم التنازل عن أراضية لصالح الاستيطان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بدا أكثر تفهماً للموقف الفلسطيني ووعد بإحداث نقلة نحو تسوية للقضية الفلسطينية خلال التسعة أشهر المقبلة، إلا أن ذلك يواجهه تصلب وتعنت من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو» الذي لا يؤمن بقيام الدولة الفلسطينية ويعتبرها خطراً يهدد بزوال إسرائيل .
وقال الرئيس أبو مازن» إن إسرائيل تسعى بكل الوسائل إلى خنق الشعب الفلسطيني، حيث تحاصره من خلال التضييق على معابر الدخول وعدم الموافقة على افتتاح المطار في « أريحا» ومصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات فيها ومنع الإعمار في قسم كبير من أراضي السلطة ورفض الموافقة على الاستكشافات النفطية في الأراضي والمياه الفلسطينية أو دخول الاستثمارات الأجنبية في منطقة الأغوار واستغلال المعادن في الجانب الفلسطيني من البحر الفلسطيني أو إقامة المشاريع السياحية عليها رغم وجود التمويل من عدد من المستثمرين الدوليين في حين تقوم إسرائيل باستغلال الأغوار والبحر البيت في العديد من المشاريع الاستثمارية.
وأشار إلى أن فلسطين ستتمكن من الاعتماد على نفسها اقتصادياً لو رفع الاحتلال عنها بفضل السياحة الدينية التي تتميز بها، حيث توجد فيها الأماكن المقدسة لجميع الأديان السماوية، وقال إن نحو ثلاثة ملايين سائح يزورون هذه الأماكن سنويا والعدد سيتضاعف عند إنهاء الاحتلال.
وذكر أن الشعب الفلسطيني يمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم دعماً مالياً سنوياً بقيمة 750 مليون دولار رغم اختلاف المواقف معها إداركاً منها بأهمية وجود السلطة الفلسطينية لاستتباب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة إلى بعض المساعدات الأوروبية والمساعدات العربية التي تغطي جزء من الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني.
ورحب الرئيس الفلسطيني بالاستثمارات العربية، مؤكداً تقديمه لكافة التسهيلات لها وقال إن عوائدها مضمونة بشكل كبير إلى جانب البيئة الأمنة لهذه الاستثمار، مشيراً إلى أن الوضع الأمني في أراضي السلطة مستتب ومطمئن بشكل يفوق الوضع حتى في إسرائيل نفسها.
وحول آخر جهود المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس في غزة كشف الرئيس أبو مازن عن تلقيه قبل أيام عرضاً من حماس بالموافقة على تشكيل حكومة تكنوقراطية وعلى إجراء انتخابات تشريعية جديدة، معرباً عن دعمه الفوري لمثل هذه الخطوة التي من شأنها أعادة اللحمة الفلسطينية .
وقال إن سكان قطاع غزة هم أهلنا ولن نتخلى عنهم رغم الخلافات السياسية، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تنفق نحو 60% من مواردها على قطاع غزة لتوفير الوقود والغذاء والدواء والمرتبات له كما أنه تم إرسال بمساعدات أغاثية عاجلة إليه بعد حوادث الفيضانات التي تعرض له القطاع الشهر الماضي.
حضر اللقاء وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والسفير الفلسطيني في المنامة طه عبدالقادر ورئيس كتلة فتح في البرلمان عزام الأحمد.