دبي، دمشق - قناة العربية، (وكالات)- أفادت مصـــادر لقناة «العربية» في محافظة الأنبـــار العراقيــة بمقتل الرجل الثاني في المجلــس العسكري لتنظيم «داعش» في العراق ويدعى «أبو عبد الرحمن البيلاوي». وفي سياق متصل، شهدت أطراف الفلوجة معارك بين عناصر من «داعش» ومسلحي العشائر.من جانبهم، عقد عدد من شيوخ عشائر الفلوجة اجتماعاً، أدانوا فيه قصف قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مواقع سكنية في بعض مناطق الأنبار، محملين السلطات مسؤولية سقوط ضحايا بين الأبرياء.وأعرب المشاركون في اجتماع عشائر الفلوجة عن استعداد العشائر التام لتولي مسؤولية الأمن في مدينتهم. كما طالبوا قوات المالكي بالبقاء بعيداً عن الفلوجة، في حين نفت وزارة الدفاع العراقية أي حشد لقواتها على أطراف المحافظة.وكانـــت مصـــادر عراقيـــة قـــد أفـــادت بأن الاشتباكات التي اندلعت في الرمادي خلفت 22 قتيلاً في صفوف قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، و12 قتيلاً بين المدنييـن، و58 جريحاً.في الأثناء، خضع المقر الرئيس لـ«الدولة الإسلامية فــي العـــراق والشـــام، «داعـــش» في معقلها بمدينة الرقة شمال سوريا، لحصار أمس من مقاتلي المعارضة السورية، المتحالفين في هجوم واسع ضد هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة.وتأتي هذه الجبهة الجديدة التي تتواجه فيها «الدولة الإسلامية» من جهة ضد تحالف لمقاتلين من كتائب إسلامية وغير إسلامية من جهة أخرى، بعدما كان الطرفان يقاتلان ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قبل نحو أسبوعين من مؤتمر دولي لحل الأزمة السورية مقرر عقده في سويسرا.في غضون ذلك، يواصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاته في إسطنبول غداة تجديد انتخاب أحمد الجربا رئيساً له، للبحث في مسألة المشاركة في هذا المؤتمر والتي تنقسم حولها المعارضة.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ أمس الأول المقر الرئيس للدولة الإسلامية في العراق والشام في مبنى المحافظة بمدينة الرقة»، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام السوري.وأشار إلى أن مقاتلي هذه الكتائب تمكنوا من «تحرير 50 معتقلا في سجن الدولة الإسلاميـة في مبنى إدارة المركبات بالمدينة بعد السيطرة عليه».وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: إن «السجناء هم مقاتلون معارضون وناشطون احتجزتهم الدولة الإسلامية»، وأن المحررين لا يشملون الأب اليسوعي باولو دالوليو أو صحافيين أجانب، يقول المرصد انهــم محتجزون على يد «الدولة الإسلامية».ومنــذ سيطرة مقاتلي المعارضة على الرقــة في مارس 2013، يتهم ناشطون «الدولة الإسلامية» بفرض سطوتها ومعاييرها المتشددة على المدينة، وارتكاب عمليات خطف وقتل. وبحسب المرصد، يحتجز هذا التنظيم الجهادي مئات الناشطين المعارضين للنظام ومقاتلين ومدنيين.ودفعت هذه الممارسات وبينها راهنا اغتيال طبيب معروف يتعاون مع مقاتلي المعارضة، العديد مـن الكتائــب المقاتلـــة إلــى إطـــلاق هجمات على مقرات للدولة الإسلامية لا سيما في محافظتي ادلب «شمال غرب» وحلب «شمال»، ولاحقا في الرقة.كما تثير ممارسات الدولة الإسلامية حفيظة السكان ومقاتلي المعارضة في مناطق تواجدها، إذ يتهمونها بفرض معايير إسلامية صارمـــة، والقيام بأعمال «مسيئة للثـــورة السورية» منها خطف الصحافيين الأجانب.وقام عناصر الدولة في يونيو الماضي بقتل فتى سوري في الخامسة عشر من العمر في مدينة حلب «شمال» بعد اتهامه بالتلفظ بعبارات مسيئة بحق النبي محمد. وتخوض المواجهات ضد الدولة 3 تشكيلات كبيرة هي «الجبهة الإسلامية» التي تعد من الأقوى في الميدان السوري، و«جيش المجاهدين» الذي تشكل حديثا واعلن الحرب على «الدولة الإسلامية»، و«جبهة ثوار سوريا» ذات التوجه غير الإسلامي.أما جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة، والتي تعد بمثابة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، فانضمت كذلك إلى المعركة ضد الدولة الإسلامية لا سيما في مدينة الرقة، حيث كان الطرفان على خصومة. وقال عبدالرحمن لـ«فرانس برس» أمس، أن «جبهة النصرة هي المكون الأساسي الذي يحاصر مقر الدولة الإسلامية في الرقة».وتتألف جبهة النصرة بشكل أساسي من أفراد سوريين، في حين أن «الدولة الإسلامية» تضم العديد من المقاتلين الأجانب القادمين من خارج البلاد. وأدت المعارك المتواصلة منذ الجمعة إلى مقتل عشرات المقاتلين من الطرفين.