كتب - يوسف شويطر:
الشاعر محسن الحمري أحد الشعراء الذين لمع اسمهم في سماء الساحة البحرينية منذ 10 سنوات تقريباً الآن يأتينا بقصيدة نخبوية جداً،قد تسبب طفرة في التجربة النبطية البحرينية على مر الأيام القادمة وقد تناقش فيها عدة نقاد سوف تطرح آراؤهم الآن.
الأبعاد الموجودة في النص:
محسن أحد الشعراء الذين يخلقون السهل الممتنع في نصوصهم لكن هنا في قصيدة بدون خلق الشاعر للقصيدة ثلاثة أبعاد من خلال 13 بيتاً وهنا يتواجد الإبداع والأبعاد هي: السياسي والعاطفي والاجتماعي، تستطيع أن ترى القصيدة من كذا بعد بمعنى أن النص أصبح مثلثاً.
البعد السياسي
كنت المواطن وقلبك كان أجمل وطن
وحبك بطاقة هوية .. بـس يبقـى الجنون
اليوم.. بعد انتصاف العمر مالي حضن
يلمني.. والمواطـن.. صار عندك .. بدون
البعد الاجتماعي
أحباب وأصحاب كانوا حلف مع من طعن
هري ولا أدري وش اللي بالنهايه يبون
ما بــاقــي إلا أثــر خطــواتهــم.. والثمن
دفعته أقساط للــدنيا.. جـروح وطعــون
فيما البعد العاطفي
آخر أمل كان.. حبك.. يـا طـري البدن!
اللي فتح وسط صدري للمواجع سجون
الانسجام النصي
النص لا غبار عليه و لكن كان بالإمكان أن يتوسع الشاعر بالأبيات والفكرة بشكل أكثر لكن بشكل عام نص جميل و نخبوي أيضاً،مواضع القوة في النص متواجدة في الصور الشعرية وهذه وجهة نظر تعبر عن رأي صاحبها، القصيدة مفعمة بالخيال و شاعر بلا خيال لا يساوي فلس أحمر على سبيل المثال:
ما بــاقــي إلا اثــر خطــواتهــم.. والثمن
دفعته أقساط للــدنيا.. جـروح وطعــون
العجز بحد ذاته صورة شعرية معبرة عن حال صاحبها هذا البيت الذي جعلني أتوقف عنده لاتفحص مواقع الجمال فيه.
تتــزاحم الذكـريات .. بكل ذكـرى شجن
ذكرى عزيزه على قلبي وذكرى تهون
هنا طبق الشاعر في الصدر نظرية جداً مهمة وهي تواجد الكل في الجزء والمقصود هو أن جميع الذكريات تجمعت في ذكرى واحدة ذات شجن و هذه نقطة رائعة تحسب للشاعر.
يا حلم الأمس وهوى اليوم وحنين الزمن=
لا تترك الهم يسجع فوق عود الغصون
أتظاهر بمقدم الأيام رغم المحن!
وتظاهر أني على كسري .. قوي المتون
هنا لعبة الأيام التي لعبها الشاعر التي امتزجت بالتمني الشطر الأول من البيت الأول أصبح العنصر الزمني مكثف جداً مما عكس صورة جيدة للمعنى.
الحضور الوزني:
الشاعر استخدم الوزن الهجيني الطويل الذي يقابله بالفصحى الوزن البسيط، الوزن أعطاه مساحة وفرصة للتعبير عن ذاته لأن البحر يخدم الشاعر كثيراً كلما كان أوسع كلما كان التعبير أكثر، محسن لم يقع في الهنات الوزنية كما يفعل الشعراء الذين يضحون بالوزن من أجل قوة البيت و ينسون بأن الوزن والمعنى وجهان لعملة واحدة والمؤسف بأن الذين ينفذون هذا الأمر شعراء لهم صيت في الساحة الشعرية، حسب معرفتي بأن الشاعر قدم هذه القصيدة أمام لجنة شاعر المليون التي أتت إلى مملكة البحرين قبل أسابيع تقريباً وبالنسبة لي كان اختياراً صائباً لأن هذا النص من أجمل نصوصه.
وجهة نظر
بالرغم من شاعرية محسن الفذة و نجاحه طوال هذه الفترة التي قضاها في الساحة وخلال العشر سنوات لم يأفل نجمه وهذا شيء جيد وجميل وقصيدته هذه بالرغم من تواجد التدفق الشعري الهائل الموجود إلا أنني لدي ملاحظة:
أظهر لك العكس وأخفي بالفرح ما بطن
وأضج من وحدتي ضجه تهـد السكون
لو استبدل كلمة الفرح بالحزن يمكن يكون أفضل لأن المخفي دائماً هو الحزن والكدر وعلى العموم النص نخبوي جداً والذي يميزه هو إضافة أكثر من بعد وهذه الصفة تكون دائماً موجودة في القصيدة الحديثة مثلما تعودنا.
بدون
أظهر لك العكس وأخفي بالفرح ما بطن
واضج من وحدتي ضجه تهـد السكون!!
بيني وبين الدمـوع أحيان.. غمضة جفن!
لكنها صعب تنـزل.. لو شحـذت العيون!
آغص بـ الآه .. واتعـذب.. واجــر اللحن
اللي تعــودت اجــره.. كـل مـا يـرحلون
أحباب وأصحاب كانوا حلف مع من طعن
ظهري ولا أدري وش اللي بالنهايه يبون
ما بــاقــي إلا أثــر خطــواتهــم.. والثمن
دفعته أقساط للــدنيا.. جـروح وطعــون!
تتــزاحم الذكـريات .. بكل ذكـرى شجن
ذكرى عزيزه على قلبي وذكرى تهون!
و تهب ريح الحنين و تظهر اللي اندفن
و انا على شرفة أوجاعي أخيل المزون
يا حلم الأمس و هوى اليوم و حنين الزمن
لا تترك الهم يسجع فوق عود الغصون
أتظاهر بمقدم الأيام رغم المحن!
واتظاهر اني على كسري .. قوي المتون
أظهر لك العكس وأخفي بالفرح ما بطن
واضج من وحدتي ضجه تهـد السكون!!
آخر أمل كان.. حبك.. يـا طـري البدن!
اللي فتح وسط صدري للمواجع سجون!
كنت المواطن وقلبك كان أجمل وطن!
وحبك بطاقة هوية .. بـس يبقـى الجنون
اليوم.. بعد انتصاف العمر مالي حضن
يلمني.. والمواطـن.. صار عندك .. بدون!
970x90
970x90