عواصم - (وكالات): أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس نقل الدفعة الأولى من العناصر الكيميائية السورية على متن سفينة إلى المياه الدولية، وذلك تماشياً مع الاتفاق القاضي بتدميرها.
في غضون ذلك، دعا زعيم جبهة النصرة التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا، إلى وقف المعارك العنيفة بين مقاتلي المعارضة والدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي حصدت 274 قتيلاً منذ الجمعة الماضي.
وأكدت البعثة في بيان أنه «تم نقل أول كمية من مواد كيميائية ذات أولوية من موقعين في سوريا إلى مرفأ اللاذقية للتحقق منها ومن ثم تم تحميلها على متن سفينة دنمركية»، مشيرة إلى أن السفينة «غادرت مرفأ اللاذقية إلى المياه الدولية وستبقى في عرض البحر بانتظار وصول مواد كيميائية إضافية إلى المرفأ».
وتابع البيان إن البعثة المشتركة «تشجع سوريا على مواصلة جهودها لإتمام عملية إزالة المواد الكيميائية في أقرب وقت ممكن بطريقة آمنة وفي وقت ملائم».
ومن المقرر أن تقوم منسقة البعثة سيغريد كاغ بإبلاغ مجلس الأمن بآخر تطورات العملية. وحسب الخطة الموضوعة من المفترض أن تكون تمت إزالة كامل الترسانة الكيميائية السورية بحلول 30 يونيو المقبل.
وفي مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، اعتبر رئيس المنظمة أحمد أوزموجو أن العملية التي تمت «خطوة مهمة».
وقال في بيان «أشجع الحكومة السورية على الحفاظ على زخم إزالة المواد الكيميائية الأساسية المتبقية، بشكل آمن وملتزم بالوقت، للتمكن من تدميرها خارج سوريا بأسرع وقت ممكن». ميدانياً، تتواصل المعارك العنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية وجبهة النصرة من جهة، وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى، في مناطق واسعة خاصة شمال سوريا.
وقال زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي «إن هذا الحال المؤسف دفعنا لأن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجح مستقل، ويوقف إطلاق النار ويجري تبادل المحتجزين من كل الأطراف وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى».
وأوضح أن المبادرة «قد قبل فيها بعض الأطراف وعلق بعضهم موافقته على موافقة الأطراف الأخرى وماطل البعض في الإجابة»، مؤكداً أن «الفرصة لا تزال سانحة لإنقاذ الساحة بهذه المبادرة أو غيرها أو التعديل عليها». وتدور منذ الجمعة الماضي معارك عنيفة بين 3 تشكيلات من المقاتلين المعارضين من جهة، وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام في مناطق واسعة شمال سوريا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه المعارك أدت إلى مقتل 129 عنصراً من الكتائب المقاتلة، و99 عنصراً من الدولة الإسلامية ومجموعة متحالفة معها، و46 مواطناً مدنياً.
وتشارك جبهة النصرة في المعارك إلى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من «الجبهة الإسلامية» و« جيش المجاهدين» و»جبهة ثوار سوريا» في بعض هذه المعارك، في حين تبقى على الحياد في مناطق أخرى.
سياسياً، أعرب وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عن ثقته بأن الرئيس الأسد سيفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام الجاري إثر انتهاء ولايته الرئاسية، «مع وجود مرشحين آخرين أو عدمه».