تحت عنوان «الملك حمد بن عيسى آل خليفة.. رجل الانفتاح والحكمة وصانع ازدهار البحرين»، أفردت مجلة «الصياد» اللبنانية في عددها الأخير ملفاً شاملاً لاحتفالات البحرين بأعيادها الوطنية، معتبرة أن إحياء البحرينيين لذكرى قيام دولتهم له مغزاه، خاصة في الوقت الراهن الذي يتزامن فيه الاحتفال مع عدد من المناسبات الوطنية الجليلة، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783 ميلادية، والذكرى 42 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 14 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم.
وقالت المجلة في صدر افتتاحياتها أن احتفال شعب البحرين بهذه الأعياد الوطنية ما هو إلا تعبير واضح على محبة ووفاء وولاء الشعب لقيادته الرشيدة وما قام به قائد مسيرة النهوض الملك حمد بن عيسى من جهود خارقة أحدثت منعطفاً حضارياً بارزاً في تاريخ البلاد الحديث، مشيرة إلى أن الدول لا تقاس بمواقعها وإمكاناتها وشعوبها فحسب، وإنما تقاس بقادتها أيضاً لما لهم من تأثير على مسيرتها في الحاضر والمستقبل، وذلك في إشارة إلى أن القيادة البحرينية الرشيدة مثلت ومازالت تمثل «قيمة مضافة للوطن والأمة بما تختزنه من رؤية بعيدة للبناء والارتقاء وبرنامج طموح للنهوض وصياغة مستقبل الوطن وإرادة حديدية لمواكبة العصر» رغم العقبات والتحديات التي واجهت المملكة.
واعتبرت أن «قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى الحكيمة والمستنيرة حجزت مكانة متقدمة للبحرين من الاحترام العالمي، وذلك لما يملكه من رؤية شاملة وبعيدة لإحداث نقلة نوعية في تاريخ البلاد»، مؤكدة أنه «وجد في قيادته كل الدعم والمؤازرة من الجميع، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ومن الأسرة المالكة ومن جموع أبناء البحرين».
ورأت المجلة أن الكلمات تعجز عن الوصف الكافي للإنجازات التي حققتها حكمة وقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمملكة البحرين، مشيرة إلى أن العاهل المفدى «أثبت أنه خير قائد لخير أمة، وأن همه كان ومازال ينصب على تأمين رفاه مواطنيه وعزة وطنه»، وفي تأكيدها لهذه المعاني أشارت المجلة لرؤية العاهل المفدى الثاقبة التي تنهض بالبحرين وبشعبها إلى أعلى المراتب، ودور المملكة في قيادتها لمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال العام المنصرم، وموقفه الواضح والصريح لأهمية الوحدة الخليجية لمواجهة التحديات التي تواجه دول المنطقة والتي تجسد قدرته على ملامسة حاجات الشعب البحريني وتلبيته لتطلعات وآمال الشعوب الخليجية.
وذكرت المجلة أن نجاح العمل التنفيذي بالمملكة وإدارة دولاب العمل الحكومي يعود الفضل في جزء كبير منه لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، الذي اُختير ضمن الشخصيات القيادية في قارة آسيا باعتبارهم من الرجال القلائل الذين عملوا من أجل رفعة وتقدم شعوبهم، وذلك في إشارة إلى جهوده المتواصلة وجائزة رجل الدولة التي نالها مؤخراً من منتدى قادة الأعمال الآسيوي، والتي تعد «تقديراً لنجاحات سموه الرائدة وتتويجاً لجهوده في مسيرة البناء والنهضة الشاملة التي تشهدها المملكة».
وأكدت المجلة أن سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد بإيمانه العميق بالحوار ومبادئ الشفافية والمسؤولية الوطنية والمشاركة الوطنية الفعالة القائمة على منهج التوافق، رسخ أحد أهم المرتكزات لمشروع العاهل المفدى الإصلاحي، معتبرة أن هذا الإيمان وهذه العزيمة التي لا تلين كانت ركناً رئيساً من أركان القرارات التي تم اتخاذها لمصلحة الوطن ومسيرته، خاصة بعد أن تم تكليف سمو ولي العهد نائباً أولاً لرئيس الوزراء بهدف تطوير أداء أجهزة السلطة التنفيذية.
وفي سياق قراءة التطورات التي لحقت بالمرأة والشباب البحريني باعتبارهما عماد نهضة البحرين، أبرزت المجلة الدور الرائد لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة العاهل المفدى وجهودها في قيادة حركة تطوير المرأة في المملكة، واصفة هذا الدور بالمتميز الذي أعلى من شأن المرأة البحرينية وتمتين موقعها في الساحة، وذلك على ضوء «الإنجازات التي تخطت الأطر الضيقة لتشمل كل جوانب النهوض بالوطن وأبنائه».
وانتقلت المجلة إلى دراسة رؤى وأفكار سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتحقيق أحلام الشباب البحريني في الظهور والعمل والتفوق، واصفة سمو الشيخ ناصر بأنه «واسع الاهتمامات بعيد التطلعات وصاحب المبادرات الرائدة، وأنه يشارك الشباب همومهم وسباقاتهم وتطلعاتهم، كما يكرم المتفوقين منهم وخصوصاً أولئك المعوقين من أصحاب الإبداعات».
وتابعت المجلة تحليلها للإنجازات التي تحققت في المملكة خلال العام الماضي، مؤكدة أنها استندت إلى عدة مقومات رئيسة، وهي: وضع البحرين في مكانة دولية متميزة، تحقيق العدالة وحوار الحضارات، والاستثمار في المستقبل، والتخطيط الاقتصادي الصحيح، فضلاً عن دعم العملية التعليمية وحرية التعبير لكافة أبناء الوطن، الأمر الذي تمخض عن العديد من النجاحات كان أبرزها الدبلوماسية السلمية التي طبعت البحرين وتميزت بها، ورقي الأداء الحكومي في مختلف القطاعات والصورة الذهنية المشرقة التي اتسمت بها المملكة في المحافل المختلفة.
وحول السياج الحامي للوطن، ركزت المجلة على دوري قوة الدفاع ووزارة الداخلية في الذود عن البحرين، مشيرة إلى أن إنجازات قوة دفاع البحرين التي اعتبرتها الركن الركين لحماية مقدرات الأمة من العابثين، كثيرة ولا يمكن إحصاؤها، ووصفت المجلة هذه القوة بأنها «درع المملكة وحصن الأمن والأمان»، مؤكدة أن الإنجازات والنجاحات التي تحققت في المملكة على مدار السنوات الماضية لم تكن لتتحقق إلا بقوة تحميها، حيث نذر أبناء قوة الدفاع أنفسهم في سبيل حماية البحرين وضمان استقرار شعبها.
وهو الأمر ذاته الذي قامت به وزارة الداخلية، مشيرة إلى أن معالي «الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة يمسك بأهم الملفات ويتابعها بالدقة المطلوبة، وأن ما تحقق من إنجازات على الصعيد الميداني هو إحدى ثمار الجهود الأمنية وبرامج التدريب وفق المعايير الدولية».
وذكرت في حوار مطول مع الوزيرة سميرة بنت رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام أن المسيرة الإعلامية البحرينية تشهد المزيد من التطور، ونقلت عنها قولها أن الأمن الإعلامي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي البحريني، وهو ما أكدت عليه المجلة أيضاً في حوار آخر مع الشيخ فواز بن محمد آل خليفة وزير الدولة لشؤون الاتصالات، والذي وصفته بأنه أثبت دوماً أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، مشيرة إلى نجاحات الوزارة في اعتماد أحدث المبتكرات لمواكبة سرعة التطور، وهو ما أكد عليه كذلك معالي الأستاذ علي الرميحي رئيس هيئة شؤون الإعلام الذي أكد حرصه على ألا يكون الإعلام معول هدم، مؤكداً ضرورة وجود قوانين لتنظيم خدمة الرسائل الإعلامية وليس لتقييد الحريات.
ولم تغفل المجلة النجاحات التي تحققت على الصعيد الاقتصادي ومعدلات النمو المتعاظمة التي تحققت في المملكة خلال العام الماضي، وأشارت في عدة حوارات متفرقة مع مسؤولين اقتصاديين ورجال أعمال وغيرهم إلى إنجازات إدارة الاستثمارات الوطنية والأعمال التجارية ذات القيمة العالية على مؤشرات البورصات الدولية، وذكرت في بعض الحوارات المهمة مع عدد من رؤساء الشركات الوطنية الكبرى أن التزام المملكة بأفضل الضوابط في إدارة الاستثمارات وتطبيق أعلى معايير الشفافية والحوكمة جعلها موطن الكثير من الشركات متعددة الجنسية، وهو ما كان له الأثر الحميد في دفع الدولة إلى مصاف الدول الجاذبة والمشجعة للاستثمار العالمي.