كشف وزير العمل جميل حميدان رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني عن انطلاق المرحلة العملية لإنشاء المرصد الوطني لسوق العمل في البحرين، لافتاً إلى أهمية المرصد الوطني كبوتقة رئيسة توفر المعلومات الدقيقة والشفافة لسوق العمل، من كافة الشركاء في القطاع العام والخاص لتشكل بوصلة الاستراتيجيات والتوجيهات المستقبلية للعمل في البحرين.
وبين الوزير أن المرصد سيكون المرتكز لأصحاب القرار في صياغة العملية التعليمية والتدريبية لتتناسب مخرجاتها مع متطلبات سوق العمل، إضافة إلى أنه سيستفيد منها الطالب والمتدرب في تحديد مستقبله الدراسي والمهني، وأولياء الأمور في إرشاد وتوجيه أبنائهم للمسار المهني المناسب، والباحثون عن عمل في تحديد وجهتهم ومجالات استثماراتهم في التدريب وتنمية الموارد البشرية.
وأكد حميدان -خلال افتتاحه المؤتمر الخليجي الثاني للقاء المدربين بالمدربين، أمس بفندق كراون بلازا- أن وزارة العمل تبذل جهوداً حثيثة من خلال مشاريع ومبادرات سترسم ملامح جديدة لعملية التدريب في مملكة البحرين، انطلاقاً من منظومة المؤهلات الوطنية التي تشكل سلم الاعتراف بمؤهلات التدريب المهني ومستوياته المعتمدة في القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن هذه المؤهلات المهنية التي يتم تحديدها واعتمادها ستكون مبنية على المعايير المهنية الوطنية، وهو المشروع الذي تقوم بتنفيذه الوزارة بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية عبر الهيئة الألمانية للتعاون الدولي ليشكل عملية متممة ومكملة لمنظومة المؤهلات الوطنية.
وقال وزير العمل: إن السنوات الأخيرة قد شهدت تطوراً ملحوظاً وسريعاً في مفهوم تنمية الموارد البشرية، معتبراً أن التعليم والتدريب أصبح جسراً آمناً للعبور إلى مستقبل مليء بالتحديات والتطورات، حيث تشكلت أساليب وطرق غير مسبوقة للحصول على المهارة والمعرفة، مشدداً على ضرورة أن يلتحق الأفراد ببرامج تدريبية مختلفة المهارات والمعارف، ضماناً للبقاء والمنافسة في سوق العمل.
وأكد حميدان أهمية التنسيق بين مختلف الشركاء للمساهمة الفاعلة في تطوير مؤسسات التدريب المهني، وتعزيز وتطوير التشريعات والقوانين الداعمة للعملية التدريبية، لافتاً إلى أن الوزارة تؤمن بالدور الأساسي لتلك المؤسسات في تطوير الموارد البشرية، خصوصاً أن تلك الجهود بدت واضحة من خلال التطور الملحوظ في مستويات التقييم للمؤسسات التدريبية، والتي تشرف عليها الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب.
وأعرب حميدان عن سعادته باللقاء بالمشاركين في هذا المؤتمر المتميز الذي تنظمه جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية، مثمناً الدور البارز والمؤثر الذي تلعبه الجمعية إلى جانب العديد من الجهات والمبادرات التي يتوازى وينسجم فيها العمل الأهلي مع العمل الرسمي، ليؤسس شراكة جادة وحقيقية تهدف إلى تكريس المفاهيم والممارسات المتطورة التي تجعل من التدريب وتنمية المهارات والمعارف البوابة الرئيسة لإصلاح سوق العمل وتنمية الموارد البشرية.
يشار إلى أن المؤتمر تنظمه مجموعة «إس إم آر» ومجموعة أورجين، ويتحدث فيه عدد من المتخصصين الدوليين في مجال التنمية الإدارية والبشرية، بينهم الخبير العالمي المتخصص بتنمية الموارد البشرية د.آرك بلان، والخبير العالمي في الإدارة الكاتب بوب بايك.
ويهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة بين المشاركين من خلال الاطلاع على أبرز الأساليب المتطورة في مجال تنمية الموارد البشرية، إضافة إلى الاطلاع على التحديات التي تواجه تنمية العنصر البشري وأساليب التعامل معه، وإيجاد الحلول لكل المعوقات التي يتعرض لها. ويسلط المؤتمر الضوء على أبرز معايير ومهارات التدريب والتطوير في العنصر البشري، إضافة إلى بحث أفضل الطرق والوسائل التي تساعد المدرب والمشرف على خط الإنتاج على التميز في أداء عمله، بما ينعكس إيجاباً على المنشأة التي يعمل بها.