أكد رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة البحرين د.شمسان المناعي أن الاسترخاء أسلوب علاج نفسي معتمد من قبل علماء النفس، مبيناً أنه أسلوب مستوحى من تمارين قديمة يساعد على التخلص من العوامل السلبية وطرد الأفكار السيئة لتحل مكانها الأفكار الإيجابية، سواء للإنسان العادي أو الذي يعاني من الاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر.
وأوضح د. المناعي لـ»الوطن» أن هناك خطوات لعملية الاسترخاء، حيث يغمض الشخص عينيه ويأخذ نفس عميق ويحبس النفس لمدة معينة ثم يقوم بعملية التنفس ويحاول يرخي كل عضلات جسمه (اليدين، الظهر، الرجلين، الرقبة..)، وبالتدريج يشعر بأن عضلات جسمه في استرخاء لمدة معينة (نصف ساعة) تقريباً وبعد الانتهاء منه لا يقوم فجأة إنما يقوم بالتدريج، بحيث يفتح عينيه ثم يحاول يجلس ويتأمل وهكذا، وكما يحاول أثناء عملية الاسترخاء بأن يطرد كل الأفكار السلبية ويحاول أن يتخيل منظراً جميلاً مثلاً (يتخيل بأنه جالس عند البحر، منظر طبيعي..) دون التفكير بالأفكار السلبية.
وأشار د.المناعي إلى أن الأنشطة مثل السباحة، الذهاب إلى كوفي شوب أو حديقة ليست استرخاء، إنما نقاهة والخروج عن روتين الحياة واليوم والذي حتماً يحتاجه المرء في ظل الانشغالات اليومية وأسبوع عمل، فكأن يحتاج الإنسان إلى يوم من الراحة مثل الذهاب إلى حديقة، مطعم، الخروج مع الأصدقاء، أما الاسترخاء فهو مختلف عن هذه الصور هو مستوحى من تمارين قديمة، وعلماء النفس الآن اعتمدوه كأسلوب علاجي كعلاج نفسي، مثال: شخص يعيش في مخاوف يمكن للطبيب استخدام الاسترخاء كطريقة للعلاج.
وأكد د.المناعي أن الإنسان يحتاج من أجل الاسترخاء إلى مكان هادئ، وأن يكون الشخص لوحده، وكذلك الابتعاد عن العوامل التي تسبب الإزعاج، منظر جميل، تفكير إيجابي، طرد كل العوامل والأفكار السلبية، لافتاً إلى أن هناك صوراً مختلفة للاسترخاء، منها الاسترخاء العميق والاسترخاء البسيط (العادي)، مبيناً أن الاسترخاء العميق يتم لديه بعض الاضطرابات السلوكية مثلاً (زيادة القلق) ويتم بمساعدة أخصائي أو طبيب، وسمي بالعميق لأنه يجعل الإنسان بحالة نوم، أما الاسترخاء البسيط، هو الذي يقوم به الإنسان بشكل يومي لمواجهة ضغوطات الحياة اليومية والذي ينتج عنه الأفكار السلبية وهو ما يؤثر ويعكس على الجسم لأن هناك علاقة بين العقل والجسم (فالعقل السليم في الجسم السليم).
وبين د.المناعي أن أهمية الاسترخاء تكمن في أنه يؤثر على الشد العضلي لأنه الإنسان أثناء التفكير يصاحبه شد عضلي، فإنه يخفف من هذه الضغوطات النفسية بدلاً من أنه يعتمد على أدوية فإنه يعتمد على علاج ذات مردود أفضل من العلاج الطبي (الأدوية) ويحقق تجديداً في طاقة الروحية، لافتاً إلى أهمية العبادات الدينية في تحقيق الراحة النفسية، حيث إن رسول الله (ص) قال لبلال بن رباح (أرحنا بها يا بلال)، وعندما كان الرسول الكريم يحزن كان يقوم ويصلي ركعتين، لذلك فإن الصلاة تحقق نوعاً من الراحة النفسية والعقلية.
وأشار د.المناعي إلى جملة من فوائد الاسترخاء، تأتي في مقدمتها التخلص من التوتر، والشد العضلي نتيجة الضغوطات اليومية سواء التي تتعلق بالعمل أو الحياة الاجتماعية، وأيضاً طرد الأفكار السلبية من العقل لتحل محلها أفكار إيجابية، وتجديد الطاقة الروحية عند الإنسان.