عواصم - (وكالات): أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» حرباً مفتوحة على مقاتلي المعارضة السورية التي تخوض معارك عنيفة معهم منذ 6 أيام، وعلى الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي التي تقاتلها في محافظة الأنبار غرب البلاد، مؤكدة أن «المعارضة والجيش السوري الحر كفار»، ولوحت «بنقل الآلاف من عناصرها من العراق للقتال في سوريا»، كما توعدت خصومها في العراق «باسترداد ما خسره والزحف إلى بغداد والبصرة».
وهدد المتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية الشيخ أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي بـ «سحق» مقاتلي المعارضة، معتبراً أن أعضاء الائتلاف السوري باتوا «هدفاً مشروعاً» لمقاتلي تنظيمه. وألمح العدناني إلى إمكانية أن تسحب «داعش» قواتها من العراق لخوض المعارك في سوريا قائلاً «إن لنا جيوشاً في العراق وجيشاً في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء، فو الله لنسحبنهم ألفاً ثم ألفاً ثم والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر، وإني منذرُ لكم، رأيت البلايا تحمل المنايا، أسود غاب جائعة».
وتوجه إلى مقاتلي «داعش» بالقول «اسحقوهم سحقاً واوئدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله».
وتخوض الدولة الإسلامية منذ الجمعة الماضي معارك عنيفة مع تشكيلات معارضة هي «الجبهة الإسلامية» و»جيش المجاهدين» و»جبهة ثوار سوريا». وتشارك «جبهة النصرة» التي تعد بمثابة ذراع القاعدة في سوريا، في بعض المواجهات إلى جانب المعارضين، خاصة في مدينة الرقة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وقال المرصد إن القتلى هم 198 مقاتلاً معارضاً، و131 عنصراً من الدولة الإسلامية، و56 مدنياً.
ويتهم ناشطون الدولة الإسلامية بتطبيق معايير متشددة والقيام بأعمال اعتقالات وأعمال خطف وقتل.
ووجه العدناني تحذيراً شديد اللهجة إلى الائتلاف السوري الذي أعلن في وقت سابق دعمه «الكامل» للمقاتلين المعارضين في هذه المعارك.
واعتبر أن «الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر وكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان» ما لم يعلن رفضه «قتال المجاهدين». وفي الشأن العراقي، طالب العدناني سنة البلاد الذين يقاتلون القوات الحكومية بعدم إلقاء السلاح، قائلاً «يا أهل السنة لقد حملتم السلاح مكرهين فإياكم أن تضعوا السلاح فإن تضعوه هذه المرة فلتستعبدون لدى الروافض ولن تقوم لكم قائمة بعدها». وتعليقاً على المعارك الدائرة في سوريا، قال الخبير في الحركات السلفية المعاصرة رومان كاييه إن «الدولة الإسلامية غير قادرة على الانتصار بمفردها ضد تحالف من كل قوى المعارضة المسلحة. هدفها هو دفع عدد من الكتائب الإسلامية إلى مفاوضات منفردة بهدف كسر التحالف» ضدها. ميدانياً، فقدت «داعش» سيطرتها على مقرها الرئيس في حلب، وهو مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن مصير مئات المقاتلين المتحصنين فيه مجهول. وتدور مواجهات بين الطرفين في مدينة الرقة التي تعد معقل الدولة الإسلامية، وحيث يحقق الجهاديون بعض التقدم بعد استقدامهم تعزيزات من دير الزور. وفي محافظة حلب، قتل 8 أشخاص في قصف من الطيران السوري على بلدة تل رفعت. وتتعرض مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها منذ منتصف ديسمبر الماضي لقصف من الطيران السوري، أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص.
وبث ناشطون شريطاً مصوراً يظهر جثث معتقلين مضرجين بدمائهم قالوا إن عناصر «داعش» كانت تحتجزهم في مقرها الرئيسي في مدينة حلب، وأعدمتهم خلال اليومين الماضيين قبل سقوط المقر في يد مقاتلي المعارضة.
سياسياً، أفاد مصدر رسمي في باريس أن وزراء 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا»، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية، سيعقدون الأحد المقبل اجتماعاً مع الائتلاف السوري، قبل أيام من الموعد المقرر لمؤتمر «جنيف 2» في سويسرا لحل الأزمة.
ويأتي هذا الإعلان فيما أرجأ الائتلاف اتخاذ قرار نهائي حول المشاركة في المؤتمر. وبعد أكثر من يومين من النقاشات الحادة في إسطنبول، قررت الهيئة العامة للائتلاف تعليق المداولات وعقد اجتماع جديد في 17 يناير الجاري.
وتواجه المعارضة انقساماً حول المشاركة، مع الرفض القاطع للمجلس الوطني السوري - أحد أبرز مكونات الائتلاف - لهذه المشاركة.
وسبق للائتلاف أن أبدى استعداداً مبدئياً للمشاركة بشرط ضمان ألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق.
من ناحية أخرى، دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا إلى تكثيف جهودها من أجل تدمير ترسانتها وذلك لأن دمشق تأخرت في إرسال بعض العناصر الكيميائية خارج أراضيها.
من جانب آخر، أكد السفير السويدي في لبنان وسوريا نيكلاس كيبون أنه «تم الإفراج عن الصحافيين» اللذين فقدا في نوفمبر الماضي في سوريا، وهما المصور المستقل نيكلاس هامارستروم والصحافي المستقل ماغنوس فالكيهيد المقيم في باريس.