عواصم - (وكالات): عادت عناصر شرطة المرور في مدينة الفلوجة العراقية إلى شوارعها أمس، رغم استمرار المسلحين المناهضين للحكومة في السيطرة عليها، في وقت بلغ عدد العائلات النازحة من المدينة أكثر من 13 ألف عائلة. وذكرت تقارير أن عناصر شرطة المرور انتشروا عند 6 مواقع في مركز الفلوجة غرب بغداد، مشيراً إلى أن مسلحين ملثمين ينتشرون في الوقت ذاته عند مداخل المدينة وأحيائها الداخلية وقرب الجسور والمقرات الرئيسة فيها. وأوضحت التقارير أن السيارات عادت لتجوب شوارع المدينة التي سقطت في أيدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، وفقاً لمصادر رسمية، يوم السبت الماضي، في وقت فتحت محال تجارية أبوابها أمام الزبائن وفضلت أخرى إبقاءها مغلقة. من جهتهم، قال شهود عيان إن اشتباكات وقعت في حيي العسكري والشهداء بعد تعرضهما إلى قصف. وخسرت القوات الأمنية العراقية الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش»، لتتحول من جديد إلى معقل للمتطرفين.
وعززت القوات العراقية استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة، بعد يومين من قول مسؤول حكومي عراقي إن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة»، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد «الإرهابيين» لتجنيب المدينة العملية العسكرية المرتقبة. غير أن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري استبعد أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة في الوقت الحاضر. وإضافة إلى الفلوجة، سيطر المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة على أجزاء من مدينة الرمادي غرب بغداد، تمكنت القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر من استعادة بعض منها، إلا أن المناطق التي تخضع منذ السبت الماضي لسيطرة المسلحين لاتزال خارج سيطرة «داعش». وقال ضابط في الشرطة إن قوات من الجيش العراقي تدعمها مروحيات خاضت اشتباكات مع مسلحين في منطقة الخالدية شرق المدينة. وجاءت الاشتباكات بعد ساعات قليلة من دعوة المتحدث باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الشيخ محمد العدناني سنة العراق الذين يقاتلون القوات الحكومية إلى عدم إلقاء السلاح. وتعد المعارك التي تشهدها محافظة الأنبار التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، الأسوأ منذ سنوات كما إنها المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الأمريكي عام 2003. وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ أكثر من أسبوع نحو 250 شخصاً، بحسب مصادر رسمية، فيما تواصل عشرات العائلات النزوح من هاتين المدينتين بسبب الاشتباكات والقصف والنقص في الوقود والكهرباء. وقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة عليها تسببت في نزوح 13 ألف عائلة. وأضافت أن «فرق الإغاثة للهلال الأحمر العراقي استطاعت الدخول إلى مدينة الفلوجة وتوزيع مساعدات غذائية وإغاثية على عدد كبير من العوائل رغم الظروف الأمنية الصعبة داخل المدينة وخارجها».
من جهته، أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف أن الأمم المتحدة «تعمل لضمان مرور آمن لوصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الطوارئ إلى الأسر التي تقطعت بها السبل والأسر النازحة، على حد سواء، في محافظة الأنبار». إلى ذلك، قتل 10 أشخاص أغلبهم من عناصر الشرطة في هجمات متفرقة استهدفت بغداد وسامراء وتكريت وتلعفر.