القاهرة - (وكالات): أجلت محكمة جنايات القاهرة أمس محاكمة الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي للأول من فبراير المقبل بسبب «الأحوال الجوية» التي منعت نقله من سجنه في مدينة الإسكندرية الساحلية شمال البلاد.
وقال المستشار أحمد صبري يوسف رئيس هيئة محاكمة مرسي في تصريح مقتضب «بسبب الأحوال الجوية، لم يتم إحضار محمد مرسي، لذا فالمحاكمة سيتم تأجيلها للأول من فبراير».
وكان من المقرر نقل مرسي من محبسه في سجن برج العرب غرب مدينة الإسكندرية لمقر المحاكمة في أكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرة الجديدة حيث اتخذت تدابير أمنية مشددة.
وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن قائد المروحية التي كان من المفترض أن تنقل مرسي رفض الإقلاع بسبب «سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف» في الإسكندرية.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في بيان أن التعلل بسوء الأحوال الجوية «غريب» واتهمت السلطات باحتجاز مرسي في مكان غير معلوم.
وقال أحد محاميي مرسي إنه لم يسمح له بزيارته منذ شهر. وأكد مسؤول في مطار برج العرب القريب من السجن أن ضباباً كثيفاً كان يغطي المنطقة ولكن لم يتم إلغاء أي رحلات من المطار.
ويواجه مرسي الذي عزله الجيش في يوليو الماضي تهم التحريض على قتل متظاهرين معارضين له خلال اشتباكات بين أنصاره ومعارضيه أمام قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر 2012.
ومن داخل قفص الاتهام وفي رداء الحبس الاحتياطي الأبيض، قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان «هذه محاكمة سياسية».
وأوضح محاميه بهاء الدين عبد الرحمن إن العريان ومتهمين آخرين بدؤوا إضراباً عن الطعام.
وقال عبد الرحمن «كل المتهمين الذين ظهروا في إضراب عن الطعام يؤكدون أنهم يرفضون المحاكمة». ومنذ عزله، لم يظهر مرسي علناً إلا في نوفمبر الماضي مع انطلاق الجلسة الأولى لمحاكمته.
وسيواجه مرسي أيضاً محاكمة أخرى بتهمة التجسس والتخابر مع منظمات أجنبية، وكذلك محاكمة بتهمة الهروب من السجن أثناء الثورة التي أطاحت بحسني مبارك في فبراير 2011.
ودعا تحالف إسلامي تقوده جماعة الإخوان المسلمين أنصاره للتظاهر عبر البلاد تحت عنوان «الشعب يدافع عن رئيسه» تزامناً مع الجلسة الثانية للمحاكمة. واستعداداً للمحاكمة، أغلقت السلطات المصرية ميدان التحرير أمام حركة المرور، حسبما قال الإعلام الرسمي. وذكر التلفزيون الرسمي أنه جرى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لتأمين المحاكمة عبر البلاد. وفي حي مدينة نصر شرق القاهرة، فض الأمن المصري بالغاز المسيل للدموع مسيرة لمتظاهرين إسلاميين تجمعوا قرب مسجد السلام بغرض الانطلاق لمقر محاكمة مرسي.
وألقت قوات الأمن القبض على 17 متظاهراً خلال الاشتباكات. وفي مدينة أسيوط جنوب القاهرة، فرق الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع تظاهرة للعشرات من مؤيدي مرسي في فرع جامعة الأزهر بالمدينة. وفي مدينة دلجا في محافظة إلمنيا جنوب القاهرة، فرق الأمن تظاهرة للعشرات من أنصار مرسي. في موازاة ذلك، بدأ أمس آلاف المصريين خارج البلاد التصويت على مشروع الدستور المصري الجديد في السفارات والقنصليات المصرية في 161 دولة، حتى الأحد المقبل، بحسب بيان للخارجية المصرية.
ويجري التصويت على الدستور داخل مصر في 14 و15 يناير الجاري. ويعد الاستفتاء أول استحقاق انتخابي منذ إطاحة الجيش بمرسي. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين مقاطعة الاستفتاء على الدستور قبل نحو أسبوعين. من جهة أخرى، خطف مسؤول كبير في وزارة العمل المصرية و3 نقابيين في سيناء، وفق ما أعلنت الوزارة، فيما تحقق الشرطة من جهتها لمعرفة ما إذا كان إسلاميون وراء عملية الخطف. وقال المتحدث باسم وزارة العمل علاء الدين محمد إن المخطوفين الأربعة كانوا متوجهين لحضور مؤتمر في شرم الشيخ وقد عثر عناصر من الشرطة على السيارة التي كانوا يستقلونها متروكة في جوار المنتجع السياحي جنوب سيناء.