أم عمران بكت مرتين، بين حزن وألم الأولى ورضا الثانية بون شاسع، فمرة ذرفت ماء عينها لما اغتال الإرهاب ابنها «شهيد الواجب»، وأخيراً لما أنصف القضاء حرقة أم ناجت ربها يوم تشييعه أن «اللهم انتقم من قتلته»، فكان السجن المؤبد بانتظار 3 من قتلة عمران أحمد محمد، و15 عاماً لـ19 آخرين و3 سنوات لمدان واحد. رئيس نيابة المحافظة الجنوبية مهنا الشايجي أعاد إلى ذاكرة البحرينيين بشاعة الجريمة إذ افتعل المدانون في شهر أكتوبر 2012 أعمال شغب وحرق بمنطقة العكر ابتغاء استدراج قوات الأمن، وما إن اقتربت إحدى الدوريات الأمنية من المكان حتى هاجموها، ما اضطر الشرطيين الموجودين بداخلها للنزول منها، فكانت قذائف الإرهاب في انتظار عمران وزميله، فقضى عمران شهيداً إثر إصابة نافذة بالرأس. عمران كان آخر العنقود لوالدة امتهنت الصبر بعد فقد ابنها «إظهار» قبل «عمران بأشهر، ولأب كان مازال قادراً على المشي يوم تشييع ابنه بمشاركة آلاف البحرينيين. ومازال أصدقاء عمران يذكرون فتى دمث طيب «لا يحب الهوشات»، بحسب قولهم يوم تشييعه.