قضت المحكمة الكبرى الجنائية الدائرة الأولى أمس بالسجن المؤبد لثلاثة مدانين في قضية قتل الشرطي عمران أحمد محمد والشروع في قتل شرطي آخر، فيما حكمت بالسجن لمدة 15 سنة لـ19 مداناً، والحبس 3 سنوات لأحد المدانين وبراءة متهم آخر.وقال رئيس نيابة المحافظة الجنوبية مهنا الشايجي إن «تفاصيل تلك القضية تعود إلى قيام المتهمين في شهر أكتوبر عام 2012 بأعمال شغب وحرق بمنطقة العكر ابتغاء استدراج قوات الأمن إلى ذلك المكان والنيل من أفرادها، وما أن اقتربت إحدى الدوريات الأمنية من المكان حتى قاموا بمهاجمتها، ما اضطر الشرطيين الموجودين بداخلها من النزول منها نظراً لوعورة الطريق».وأضاف أن «المتهمين من الأول حتى الثالث أطلقوا القاذف المعد سلفاً منهم باتجاه المجني عليه فأصابوهما بالقطع الحديدية المنطلقة منه، ما أدى إلى إصابة المجني عليه الأول إصابة نافذة بالرأس أدت إلى كسر بالجمجمة وتهتكات وأنزفة بالمخ أدت إلى وفاته، وإصابة الثاني بقطعة معدنية تم استخراجها من جسمه وتداركه بالعلاج».وأشار إلى أن «النيابة العامة تولت التحقيق في الواقعة فور تلقيها البلاغ، حيث أجرت معاينة لمكان الحادث، وندبت خبراء مسرح الجريمة والمختبر الجنائي والمتفجرات لفحص الآثار المشاهدة بالموقع والكشف عن ماهية المفرقعات المستخدمة في التفجير، وندب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي الشرعي على المتوفى والمصاب، وسؤال شهود الواقعة، واستجواب المتهمين المقبوض عليهم وعددهم تسعة متهمين».وتابع الشايجي أن «سبعة من المتهمين اعترفوا بارتكاب الجرائم المنسوبة إليهم وقاموا بتمثيل كيفية ارتكابها»، مشيراً إلى أن «أوراق الدعوى ضمت مقطع فيديو يبين دور المتهمين الثلاثة الأُول في ارتكابها، وإحالتهم للمحاكمة الجنائية بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار، والشروع فيه، وحيازة واستعمال المفرقعات، والقيام بتفجير، والحرق العمد وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، وتداولت القضية بجلسات المحكمة والتي أصدرت حكمها المتقدم».آلاف يُشيعون شهيد الواجب ووالدته تودعه بدموع غزيرةوكان آلاف المواطنين والمقيمين يتقدمهم وزير الداخلية ورئيس الأمن العام ومحافظ الجنوبية وكبار المسؤولين بوزارة الداخلية قد شيعوا شهيد الواجب عمران أحمد الذي راح ضحية انفجار إرهابي في قرية العكر في موكب جنائزي مهيب قبل عام وثلاثة أشهر في مقبرة الحنينية بالرفاع. وأعرب المشيعون حينها عن اعتزازهم وفخرهم بالشهيد الذي جسد التضحية والبطولة في سبيل أداء الواجب في تصديه لعناصر الإرهاب. مؤكدين دور رجال الأمن وجهودهم في تحقيق الأمن والأمان لجميع الأهالي والمواطنين.وحمل وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة نعش الشهيد إلى جانب جموع المشيعين، ليكون الأول بعدها في وضع التراب على قبر عمران، وذلك إلى جانب رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن.وقال رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن إن “مقتل عمران أحمد جاء نتيجة التحريض والتحشيد الذي ينتهجه البعض، مشيراً إلى أنه ليس شهيد الواجب الأول الذي يذهب ضحية لذلك”.وأكد في تصريح لـ»الوطن» بعد مشاركته في تشييع عمران إلى مثواه الأخير، أن «البحرين يجب أن تهدأ، ونتيجة التحريض سيئة على المملكة، مشدداً على أن رجال الأمن لن “يهدأ لهم بال” أو يرتاحوا حتى تسليم القتلة إلى العدالة».وأضاف أن “مسؤولية رجال الأمن، حفظ الأمن وهم في سبيل ذلك يواجهون الكثير من المخاطر التي لن تثبط عزمهم، مؤكداً الاستمرار في أداء الواجب على أكمل وجه في سبيل الله والوطن، وطالب المواطنين عدم الاستماع إلى الإشاعات الكثيرة عن مقتل عمران، نافياً علمه بمحتويات الجسم الغريب الذي أدى إلى مقتل عمران حتى الآن”.وبدموع غزيرة ودعت أم عمران ابنها آخر العنقود في مأساتها الثانية بعد 3 أشهر على دفنها لأبنها الأكبر “إظهار” الذي توفي إثر حادث مروري بعد عودته من الواجب إثر انقلاب مركبة للشرطة بالقرب من دوار سافرة. ولم تتحمل أم عمران منظر فلذة كبدها الذي انتقل إلى رحمة الباري شهيداً بإذن الله وفداء لوطنه، حيث راحت تناجي ربها بصوت عال على من كان السبب وراء مقتله، ومتمتمة بكلمات منها “يا رب قدمته إليك فتقبله” و«يا رب ارحمه يا أرحم الراحمين” محتسبة الأجر عند الله بابنها الذي ذهب ضحية الأعمال الإرهابية. أما والده، فلم يتمالك نفسه، واستطاع المشي على قدميه بمساعدة بعض أهله وأصدقائه، حيث هول الحدث جعله لايزال مندهشاً ولم يصدق أن ابنه الآخر قد انتقل إلى ربه شهيداً خلال أدائه للواجب المقدس. والمشهد ذاته تكرر بعد إلقاء أخواته وبقية ذويه النظرة الأخيرة على شهيد الواجب قبل تشييعه إلى مثواه الأخير، حيث لم تفارق الدموع محياهم في فقدانهم لأصغر إخوتهم، ولم تستطع جميع الكلمات التي تمتموا بها أن تعبر عن مشاعرهم الحزينة، وآلام الفراق الأخير.