الفلوجة - (وكالات): دارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم القاعدة في منطقة تقع بين الرمادي والفلوجة، في وقت قتل 23 شخصاً عندما فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من المتطوعين للجيش أمام مركز عسكري وسط بغداد.
وقال مصدر أمني إن «قوة كبيرة هاجمت أوكار القاعدة في منطقة البوبالي التي تحولت إلى معقل لمقاتلي القاعدة، وتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين تشارك فيها دبابات الجيش».
والبوبالي الواقعة بين الفلوجة والرمادي، وهي منطقة وعرة تحيط بها البساتين، آخر منطقة انسحب منها مقاتلو القاعدة في 2007 بعد فرض سيطرتهم عليها.
وأكد المالكي في كلمته الأسبوعية أن عودة تنظيم القاعدة إلى المناطق التي سبق وانسحب منها «حلم إبليس ولن يعودوا أبداً إلا وهم جثث هامدة»، بعد يوم من إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الموالي للقاعدة عن قرب عودته إلى هذه المناطق.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة بمناسبة عيد الشرطة «يجب أن تتوقف الدول التي تركب موجة الإرهاب وتموله وتحميه إعلامياً»، معتبراً أن هذا الأمر «سيرتد عليهم كما ارتد على من سبقوهم، ونصيحتي لمن يمدون العون للإرهاب أن يكفوا عن دعمه».
وخسرت القوات الأمنية العراقية السبت الماضي مدينة الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين بعد الحربين الأمريكيتين اللتين هدفتا إلى قمع التمرد فيها في 2004.
وعززت القوات العراقية استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة، بعد يومين من قول مسؤول حكومي عراقي إن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة»، فيما دعا رئيس الوزراء عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد «الإرهابيين» لتجنيب المدينة عملية عسكرية مرتقبة.
غير أن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري استبعد أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة «الآن».
وإضافة إلى الفلوجة، سيطر المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة على أجزاء من مدينة الرمادي المجاورة، مستغلين انشغال القوات الحكومية بقتال مسلحين من العشائر رافضين لفض اعتصام سني مناهض للحكومة في الأنبار.
وبينما تدور الاشتباكات في البوبالي، تشهد الرمادي والفلوجة هدوءاً، بعد يوم من معارك في الرمادي وعودة شرطة المرور إلى شوارع الفلوجة رغم استمرار سيطرة المسلحين عليها.
وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ أكثر من أسبوع أكثر من 250 شخصاً، بحسب مصادر رسمية، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن هذه المعارك تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن.
وهذه أسوأ أعمال عنف تشهدها محافظة الأنبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم منذ سنوات وهي المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الأمريكي عام 2003.
واتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» القوات الحكومية العراقية والمسلحين الموالين لتنظيم القاعدة بالتسبب بمقتل مدنيين عبر اتباع طرق قتال «محظورة».
وفي بغداد، قتل 23 متطوعاً في الجيش العراقي وأصيب 30 بجروح في تفجير انتحاري استهدف مركزاً للتطوع تابعا للجيش العراقي.
في موازاة ذلك، اتصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمالكي للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع، بحسب ما أعلن البيت الأبيض، مشيراً إلى أن المسؤول الأمريكي حث المالكي على مواصلة بذل الجهود للحوار مع قادة البلاد وزعماء العشائر السنية والزعماء المحللين.
بدوره، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن واشنطن دعت المالكي إلى العمل من أجل المصالحة في موازاة مواصلة العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار.