عواصم - (وكالات): شنت عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام - «داعش»» هجوماً على عدد من البلدات في عدة محافظات شمال سوريا، بعد أن قام حلفاؤهم السابقون بطردهم من مدينة حلب.
وبالتوازي مع ذلك، ورغم انحسار حدة القتال مع القوات النظامية لانشغال المقاتلين باقتتال دام فيما بينهم، لم تتوقف التفجيرات حيث انفجرت سيارة مفخخة في بلدة تقع تحت سيطرة القوات النظامية في ريف حماة وسط البلاد ما اسفر عن مقتل 18 شخصاً بينهم 4 نساء وأطفال، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واعلن «جيش المجاهدين» الذي يضم 8 كتائب مقاتلة إسلامية وغير إسلامية الحرب على «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابعة لتنظيم القاعدة وجماعات معارضة أخرى.وقامت الدولة الإسلامية، بالرد على ذلك، بتفجير عدد من السيارات المفخخة مستهدفة عدداً من الحواجز التي يسيطر عليها حلفاؤها السابقون.
وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن مقتل 9 أشخاص «بانفجار استهدف حاجز يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة الباب» بريف حلب.ووقعت هجمات مماثلة في حريتان وجرابلس الواقعتين في ريف حلب، كما شهدت الميادين التابعة لمدينة دير الزور هجوما مماثلا.
واندلعت اشتباكات عنيفة في أرياف حلب وإدلب والرقة التي لا تقع أغلبها تحت سيطرة النظام.وأرسلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تعزيزات عسكرية من دير الزور «لمؤازرة مقاتليها في ريف حلب».
وتجري اشتباكات عنيفة في الرقة، المحافظة الوحيدة التي ليس للقوات النظامية أي سيطرة عليها، وأحد معاقل «الدولة الإسلامية»، بحسب المرصد.وأكد المرصد أن مقاتلي المعارضة «سيطروا على مقر المخابرات السياسية القديم»، لافتاً إلى «أنه موقع استراتيجي كانت تسيطر عليه الدولة الإسلامية ويقع على بعد 400 متر من المقر العام للتنظيم الجهادي».
ويرى خبراء في الحركات الإسلامية في سوريا أنه لئن لم تتمكن «داعش» من الانتصار إلا أنها قادرة على خوض معركة استنزاف ضد مقاتلي المعارضة.ويرى المحاضر في جامعة ادنبره والمختص بالإسلام السياسي في سوريا توماس بييريه أن «التنظيم ليس بوسعه الانتصار نظراً لقلة عدد عناصره مقارنة مع بقية الكتائب المعارضة، إلا أنه من الصعوبة بمكان تصفيته نهائياً ويمكننا أن نتوقع حدوث معركة استنزاف ضد مقاتلي المعارضة وبخاصة عبر القيام بتفجيرات».
وتدق منظمات غير حكومية والأمم المتحدة بانتظام ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني في سوريا، حيث تحولت حركة احتجاج سلمية بدأت في مارس 2011 إلى حرب أهلية مدمرة.وقالت وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن سكان مخيم اليرموك في دمشق يقاسون «معاناة شديدة» في حين اتهمت وسائل الإعلام الرسمية «إرهابيين» بتعطيل وصول المساعدات اليهم.
ومنذ سبتمبر الماضي، توفي 15 شخصاً بسبب الجوع في المخيم الذي يخضع لحصار شديد منذ أن سيطر عليه مقاتلو المعارضة قبل أكثر من عام. وأعلن المتحدث باسم الأونروا كريس غينيس أن نقص الأغذية كبير وغياب المعالجات الطبية يؤدي إلى موت نساء أثناء الولادة. وقال إن «معاناة المدنيين تتفاقم في اليرموك بينما تكثر التقارير التي تتحدث عن سوء التغذية وغياب العلاج الطبي وخصوصاً للذين أصيبوا بجروح بالغة خلال النزاع وعن وفيات النساء أثناء الولادة».ودعا إلى فتح المخيم أمام وصول المساعدات الإنسانية. وقال إن «على السلطات السورية والأطراف الأخرى أن تسمح وتسهل وصولاً آمناً للمساعدات».
لكن التلفزيون السوري الرسمي ذكر أن قافلة تنقل مساعدات لـ 20 ألفاً من السكان الذين لا يزالون في المخيم أوقفتها «العصابات الإرهابية» وهو التعبير الذي تستخدمه دمشق للإشارة الى مسلحي المعارضة.وقبل أقل من أسبوعين على موعد مؤتمر السلام حول سوريا في سويسرا الذي يطمح لجمع ممثلين عن النظام والمعارضة خضعت الأخيرة لضغوط كبيرة للمشاركة فيه.ومطلع الأسبوع أرجأت المعارضة قرارها الى 17 يناير الجاري.
وخلال الاجتماع تبين أن الانقسامات كانت عميقة لدرجة أن 5 أعضاء استقالوا و»انسحب» 40 آخرون حسب ما أفاد عضو في الائتلاف.وتطالب المعارضة السورية بأن يشكل مؤتمر السلام معبراً إلى عملية انتقالية للسلطة في سوريا لا يكون فيها دور للرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي يرفض النظام مجرد طرحه، مؤكداً أن الهدف من المؤتمر الوصول إلى موقف موحد من الإرهاب.
ومن المقرر عقد مؤتمر جنيف 2، الذي تم بمبادرة روسية أمريكية، في مدينة مونترو السويسرية في 22 يناير الجاري بعد أشهر من التأخير، على أن تستأنف المفاوضات بين الوفدين السوريين في 24 يناير الجاري في جنيف بحضور الإبراهيمي وعرابي الوفدين «ممثلين عن موسكو وواشنطن».من ناحية أخرى، أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان أن ألمانيا ستدمر بقايا من الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها.