كتب - عادل محسن:
تسببت الأمطار الأسبوع الماضي بانهيار سقفي منزلين بالمحرق، دون إصابات بشرية. وطالب القاطنان بالمنزلين «أم أحمد» وإبراهيم حمد، وزارة الإسكان بإعادة بناء المنزلين، مشيرين إلى أن الترميم لا يجدي نفعاً.
«الوطن» زارت المنزلين في البسيتين ومنطقة الحالة بالمحرق القديمة ورصدت قدم بناء المنزلين، ووجدت أصحابهما حائرين أمام مشكلات عائلية ومعيشية حالت دون استفادتهم من مشروع إعادة البيوت الآيلة للسقوط.
وذكرت أم أحمد في البسيتين لـ»الوطن» أن المنزل يزيد عمره عن 80 عاماً ولها من الأخوة 7 وشقيقتان تعيشان مستقلتين في منزلهما، عدا أحد أشقائها وهو عاطل عن العمل وعمره 35 عاماً بعمر يقارب عمر ابنها أحمد والذي بلغ 30 عاماً ولم يتزوج إلى الآن ويعمل سائق تاكسي ولا يستطيع أن يلبي حتى مصاريف السيارة من تأمين وتسجيل وبنزين ومصاريف أخرى. وذكرت أم أحمد أنها مطلقة وهي نادمة بقدر شعر رأسها للزواج من والد طفلها، حيث ارتبطت به كزوجة ثانية قبل 36 سنة عندما كان عمرها 14 عاماً لتعيش في منزل والدها طوال هذه السنين ولا تعرف ما يحيط بها في العالم الخارجي، فهي لا تعرف أبسط حقوقها المعيشية وما يمكن أن تطالب به للحصول على طلب إسكاني أو شقة مؤقتة أو أي شكل من أشكال الدعم التي توفرها مختلف الوزارات أو الجهات ذات العلاقة التي تدعم ذوي الدخل المحدود والمطلقات.
وقالت أم أحمد لـ»الوطن» «انظروا إلى منزل لا يمكن لإنسان أن يعيش فيه! لقد حاول العضو البلدي إعادة بناء منزلي ولكن لوجود سوء تفاهم بين شقيقي الذي يسكن معي وشقيقي الآخر، حال الوضع دون أن تتم الموافقة على الأوراق الرسمية والتي يمكن من خلالها أن يبنى لنا منزل ملائم لم نعشه في حياتنا، لا يوجد شيء يمكن أن أعيش من أجله، والموت قد يكون أرحم، وحينها أبدأ بالتساؤل كيف سيعيش ولدي إن كان غير موفقاً بعمله كسائق تاكسي وقد بلغ الثلاثين ولم يتزوج، وعائلتي تحاول أن تقنع أحد أشقائنا بمساعدتنا والموافقة ولكن الخلاف القديم بين شقيقاي لم ينتهِ ولم نلقَ يد المساعدة من أي أحد».
وأضافت «هذا حالنا يا «وليدي» أنام مع ولدي في غرفة واحدة رغم وجود غرف كثيرة في المنزل ولكن أسقفها منهارة وجدرانها آيلة للسقوط وكأنها ملت من الوقوف طوال 80 عاماً من عمر المنزل، وينام أخي في الغرفة الثانية».
وأشارت أم أحمد إلى أن شقيقها منفصل عن زوجته وكان سيمتلك منزلاً ضمن قوائم وزارة الإسكان وحصل الموافقة ولكن بعد انفصاله ذهب من نصيب عائلة أخرى، وقد فاق عمرها 50 عاماً ولا تستطيع أن تعيش في شقة من شقق الإسكان، مشيرة إلى أنها تعلم بسبب عدم استيفائها للشروط، متسائلة لم يعطونا شقة! هل ذلك بسبب عدم دفعنا الرسوم؟!.
وأضافت أم أحمد أن «من يمر قرب المنزل لن يتوقع أن بشراً في الداخل نظراً لشدة التصدعات، لكن ظاهره لا يعكس المآسي الموجودة فيه ولا يعبر عن حال أهل البيت».
من جانبه ذكر الشاب إبراهيم حمد لـ»الوطن» أن المنزل الذي يقطنه في منطقة الحالة وبين «دواعيس» المحرق يعيش بين جدرانه رجل مسن هو جده، معه ومع حفيد آخر لجده، حيث قسم القديم إلى قسمين وقطنوا مع عائلاتهم في انتظار الحصول على منزل من الإسكان.
وأشار حمد إلى انهيار المطبخ وتصدع الجدران وانتشار العفن والجراثيم، ودخول الصرف الصحي على أهل المنزل من وقت لآخر، مما يضطرهم أحياناً للعيش في منزل عائلة والدتهم بسبب تعرضهم للحساسية من وقت لآخر بسبب طبيعة المنزل غير الصحية.
وقال حمد لـ»الوطن»: قبل 9 سنوات تقدمنا بطلب لإعادة المنزل ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط وعرضوا علينا 3 خرائط مختلفة لنختار أحدها، وتفاءلنا خيراً لبلوغنا مرحلة اختيار الخرائط الهندسية التي لم تطبق على أرض الواقع طوال هذه السنين، وبعد أن انهار سقف المطبخ واتسعت التصدعات في المنزل زارنا العضو البلدي وأبلغنا أنه سيطلب من البلدية أن تأتي لتنظيف سطح المنزل وكأنما نحتاج لأحد أن يأتي لتنظيف المنزل».
وطالب إبراهيم بتحرك فعلي لإنقاذ العائلة من الموت، خصوصاً وأن سقوط الأمطار مستمر ويزيد من حالة البيت سوءاً، مشيراً إلى أنه أتم سنته الخامسة في انتظار منزل من وزارة الإسكان وينتظر وزارة الثقافة لتصحيح وضع المنزل إذ وعدوه بترميمه كونه يمر ضمن مشروع طريق اللؤلؤ.
وأكد إبراهيم أن «وضع المنزل لا يمكن ترقيعه بمشروع ترميم بل يحتاج إلى إعادة بناء وحالنا متوقف، ومن الصعب الاستمرار بالعيش في هذا المنزل القديم وجميع القاطنين في ذمة المجلس البلدي الذي لم يحقق شيئاً للمواطن وانشغلوا فيما لا ينفع المواطنين».