كتبت - شيخة العسم:
تجد غيداء سعد 24 سنة صعوبة في البوح بأسرارها لأحد، بعد أن خانها أقرب الناس، أفضيت لإحداهن من لحمي ودمي ولكنها خانت الأمانة، وتفشي سري بين الناس».
وتضيف «بات الجميع يتحدثون عني وعن أخلاقي بعدما أضافت صديقتي المقربة البهارات والفلفل على الحكاية، أنا إلى هذا اليوم نادمة فلا أحد يستحق أن أخبره عن حياتي الشخصية مهما كان قريباً مني».
وتحتار لولوة الخاجة 25 سنة لمن تبوح بأسرارها «دائماً ما أتعرض لمواقف وأسرار أريد أن أفضي بها لأحد، لكني لا أجد شخصاً أرتاح له وأخبره بمكنون نفسي».
وتقول «أمي لا أستطيع إخبارها بما يدور في ذهني وما يحصل لي من مواقف، فالأم وبسبب خوفها لربما تنهرني أو تعاقبني أو تغضب مني، وبسبب عدم وجود أخوات لي، أجد نفسي وحيدة مخنوقة أحياناً، وأشعر بكبت أريد أن أخرجه من صدري».
الأخت غير مضمونة
هناك من تتمنى وجود أخت بقربها تفضي لها بأسرارها، تقول سمية محمد «مازلت متحسرة على أسرار بحتها لأختي بعد أن كبرنا وتزوجنا، لا زال طبعها في نقل أسراري لأمي وخالتي والأهل عامة مستمرة، وفي كل مرة أقول لربما تركت طبعها وأرجع لأفتح صدري لها، ولكنها إلى فترة قصيرة تسببت في مشكلة بيني وبين أختي الصغرى بسبب حديث قلته عنها، لأن الأخيرة لم تبارك لي بولادتي ولو بالهاتف».
وتضيف سمية «أخذت أفضفض، وهي نقلت الكلام بالحرف لأختي الصغرى حتى دار شجار بيننا، ومن يومها حرمت أن أتكلم وأفضفض لها مرة أخرى، ولكني أعلم أني سأرجع للخطأ نفسه، كما أن زوجي دائماً ما يحذرني من أختي».
الفضفضة ليس خطأ
في حين يقول فهد جاسم 34 سنة «الفضفضة يجب أن تكون عن طريق اختيار الشخص المناسب، فلو أعطى الشخص سره لأحدهم فالأمر بحد ذاته ليس خطأ، ولكن المشكلة في اختيار الشخص، فليس كل من تعتبره صديقاً أو حبيباً يحفظ سرك».
في حين أن هناك أشخاصاً لا تتوقع أنهم يحفظون سرك ولكنهم الأجدر من أناس قريبين منك، تقول شيخة صلاح «يستغرب الكثيرون حولي عندما يجدون علاقتي بأم زوجي متقاربة جداً، لدرجة أني أفضفض لها وأبوح لها بأسراري، حتى أني إذا زعلت من زوجي أو حدثت بيننا مشكلة أفضفض لها مباشرة وأستشيرها، كانت بئر سري حقاً، وهي تنصحني وتقدم لي المساعدة وتخبرني كيف أتصرف في المواقف المختلفة».
سارة عبيد تقول «خالة زوجي امرأة حكيمة أحبها كثيراً، لدرجة أنها الوحيدة أفتح أمامها قلبي، وأفضفض لها، حتى إذا حدث بيني وبين أم زوجي موقف، اتصل بها لأتحدث وأرتاح وأعرف أن سري في بئر عميق».
زوجتي كاتمة أسراري يقولها عادل مبارك 27 سنة «الحمد لله منذ أن تزوجت وأنا مرتاح جداً، فمهما حاول الشخص تجنب الفضفضة أو قول أسراره خوفاً من انتشارها بين الناس، إلا أنه في أحيان كثيرة يحتاج لإخراج ما في قلبه، ولو أنه وجد صدراً حنوناً يتقبل السر ويحفظه، يفتح قلبه لك وتفتح قلبك له تكون مرتاحاً».
ويضيف «الحمدلله وجدت زوجة أفضي لها بسري وأخبرها كل ما يحدث لي مع أصدقائي، وحتى مع أهل والدي إن حدث أمر يضايقني أجدها تتقبل ما أقوله وتنصحني أحياناً، وتنبهني إن أصبت أو أخطأت».