عواصم - (وكالات): أوقعت المعارك الدائرة بين مقاتلي المعارضة وعناصر من «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» نحو 500 قتيل، بينما قالت وكالة أنباء سوريا «سانا» والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات الرئيس بشار الأسد قتلت عشرات من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يحاولون كسر حصار الجيش لمدينة حمص، فيما تحاول 10 بلدان مقربة من المعارضة الضغط عليها غداً في باريس للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 مع النظام».
وتدور اشتباكات عنيفة منذ أسبوع بين مقاتلي المعارضة وعناصر من الدولة الإسلامية في مناطق تقع شمال البلاد وخارجة عن سلطة النظام منذ أكثر من عام ما أسفر عن سقوط نحو 500 قتيل أغلبهم من الطرفين المتنازعين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن انه «تم توثيق مقتل 482 شخصا وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف آخر».
وأشار المرصد إلى أن من بين القتلى «85 مدنياً و240 مقاتلاً معارضاً و157 عنصراً من الدولة الإسلامية في العراق والشام» لافتاً إلى أن الاشتباكات تدور في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه.
كما أفاد المرصد بـ «إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام لعشرات المواطنين، ومقاتلي الكتائب المقاتلة في معتقلاتها بعدة مناطق ووجود عشرات المقاتلين من الطرفين الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الاشتباكات» مشيراً إلى عدم «التمكن من توثيقهم حتى اللحظة».
وأحرز مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تقدماً في المعارك الجارية في الرقة فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب وإدلب، حسبما ذكر ناشطون.
ويقدر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة تشارلز ليستر عدد مقاتلي داعش في سوريا ما بين 6 و7 آلاف، وفي العراق بما بين 5 و6 آلاف.
وعادت من جديد ظاهرة المظاهرات الاحتجاجية التي كانت تخرج كل يوم جمعة ضد النظام السوري وبدا بها الصراع السوري في مارس 2011 قبل أن يتحول إلى نزاع مسلح.
وهتف المتظاهرون الذين خرجوا في مدينة بنش في ريف إدلب «سوريا حرة، داعش تطلع برة» رافعين لوحات عليها صور الرئيس بشار الأسد وكتب عليها «بشار الأسد هو عدونا الرئيس».
وفي غزة، نظمت حركة حماس تظاهرة شمال قطاع غزة للتضامن مع مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا الذي يتعرض لحصار شديد أسفر عن وفاة 15 شخصاً بسبب الجوع.
وفي ظل هذه المعارك الدامية، ستحاول 11 دولة تساند المعارضة الضغط عليها لإقناعها بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري في سويسرا لحل الأزمة في البلاد.
ولم يحسم الائتلاف السوري الذي يشهد انقسامات عميقة حول هذه المسألة والذي عقد اجتماعاً هذا الأسبوع في إسطنبول، أمر المشاركة وأرجأ إلى 17 يناير الجاري قراره في هذا الشأن. وحذر أبرز مجموعات المعارضة في المنفى من إجراء أي شكل من أشكال التفاوض مع النظام السوري، وسبق للمجلس الوطني السوري، أبرز مكونات الائتلاف أن عبر عن رفضه المشاركة في جنيف 2، مطالباً بضمانات حول تنحي الأسد. ودعت عدة فصائل من المعارضة السورية اجتمعت للمرة الأولى أمس إلى تشكيل ائتلاف جديد لكنها لم تتوصل إلى اتفاق بشأن من سيشارك في محادثات السلام.
ويعاني الائتلاف الوطني السوري من الخلافات. وأجل الائتلاف قراره بشأن ما إذا كان سيشارك في «جنيف2» إلى الأسبوع المقبل بعدما هدد نحو ربع أعضائه البالغ عددهم 121 بالاستقالة عقب انتخاب رئيسه أحمد الجربا لفترة جديدة.
إلى ذلك بدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير زيارة إلى سوريا لتقييم الوضع الإنساني والتفاوض من أجل السماح للجنة بتحرك أوسع على الميدان في البلاد.
من جهة أخرى، جدد دبلوماسيون روس خلال لقاء في موسكو مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، تأكيدهم على دعم روسيا للأسد في «تصديه للمجموعات الإرهابية».