انطلقت الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي الذي يحمل شعار «نحو مسرح عربي جديد ومتجدد»، في مدينة الشارقة الإماراتية أمس الأول بعرض أدائي حسي قدمته فرقة أنارشي للمسرح الراقص في تايوان يحمل عنوان «الحاسة السابعة». كذلك عرض مسرح الصواري مسرحية «عندما صمت عبد الله الحكواتي» التي تتنافس مع 9 عروض أخرى على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي.
واختار مخرج المسرحية ومعد نصها الشاب حسين عبد علي تقديمها في باحة جمعية المسرحيين التي تقع في بيت أثري قديم مرمم. وارتكز العمل على الحكواتي الذي يصمت فجأة، ويقوم بدوره الممثل المخضرم عبدالله السعداوي ببراعة. فيحاول أصدقاؤه الأربعة دفعه للحكي من جديد عبر رواية كل منهم لقصته الشخصية، وهي قصص معروفة اقتبسها المعد من رواية «حكواتي الليل» لرفيق شامي ورواية «أهل البياض» لمبارك ربيع، وقصة الدرويش الثالث من ألف ليلة وليلة، كما يشير كتيب العرض.
ولاقي العمل العديد من الانتقادات من قبل الحضور الذين شاركوا في الندوة التطبيقية بعد العرض، لغلبة السرد على العمل والتطويل.
من جهته قال المخرج حسين عبد علي لوكالة فرانس برس «العمل-وهو أول تجربة مسرحية لي- يحاول البحث عن الحقيقة، وقد حفزتني الظروف التي نمر بها في المنطقة من تحولات سياسية وما يتداعى عنها من أحداث تقرأ بأكثر من طريقة، فالحقيقة ليست واحدة بالنسبة لنا جميعاً، وأنا أترك للملتقى صياغة تأويلاته بعد مشاهدة العمل».
ويجمع المهرجان الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح من العاشر إلى السادس عشر من يناير، مسرحيين كبار ونجوم تمثيل مرموقين من العالم العربي، بهدف دعم العمل المسرحي العربي وتوفير أجواء تنافسية بين الفرق المسرحية التي تجد انحساراً عن أعمالها. ويشارك في المهرجان 11 عرضاً اختارتها لجنة متخصصة من بين 160 عرضاً مسرحياً تقدم بها أصحابها للمسابقة، وهي من الإمارات والبحرين والجزائر وتونس ومصر ولبنان والأردن والعراق وسوريا.
والعروض التي تأهلت للمنافسة هي «الجميلات» من إخراج صونيا من الجزائر و«ريتشارد الثالث» إخراج جعفر القاسمي من تونس و«حلم بلاستيك» إخراج شادي الدالي من مصر و«80 درجة» إخراج علية الخالدي من لبنان و«ع الخشب» إخراج زيد خليل مصطفى من الأردن و«عربانة» إخراج عماد محمد من العراق، و«دومينو» إخراج مروان عبد الله صالح من الإمارات ونهارات علول» إخراج حسن رجب من الإمارات و«عندما صمت عبد الله الحكواتي» إخراج حسين عبد خليل من البحرين.
وخارج المسابقة تعرض مسرحية «الدرس» إخراج غازي الزغباني من تونس، و«ليلي داخلي» إخراج سامر إسماعيل من سوريا.
وكانت الهيئة العربية للمسرح قد نظمت الدورات السنوية السابقة للمهرجان في عواصم عربية مختلفة بدأت بالقاهرة وبعدها تونس ومن ثم بيروت فعمان والدوحة. غير أن الظروف غير المستقرة في المنطقة جعلت المنظمين ينقلون المهرجان إلى الشارقة بحيث ينظم سنوياً فيها.
ويشهد المهرجان مؤتمراً فكرياً دولياً بعنوان «المسرح والهويات الثقافية» يشارك فيه باحثون من الفلبين وإندونيسيا وبنغلادش وغينيا وبريطانيا وإيران إضافة إلى باحثين عرب. كذلك يشهد المؤتمر مناظرة فكرية تحقيقية في شأن ريادة النص المسرحي العربي، ويوماً مخصصاً لمناقشة تجربة المسرح الإماراتي.