عواصم - (وكالات): انطلقت في عدة مدن عربية وأوروبية حملة للضغط على الرأي العام العربي والعالمي من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها من بقي من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر جنوب العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد تحذير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «أونروا» من خطورة الوضع الإنساني.
وستتضمن الحملة التي تنظم تحت شعار «أنقذوا مخيم اليرموك» عدة وقفات احتجاجية تشارك فيها عدة حركات وتجمعات أهلية مستقلة، بعد وفاة أكثر من 30 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا جوعاً بسبب الحصار التام المفروض منذ سبتمبر الماضي.
وقال الناشط الإعلامي رامي السيد لقناة «الجزيرة» إن أكثر من 40 ألفاً من سكان المخيم ومثلهم في أحياء جنوب دمشق يعيشون على وجبات من الحشائش.
وشدد على أن النظام يمنع دخول أي مواد غذائية لتلك الأحياء، مشيراً إلى أن اتفاقاً وقعته الفصائل المسلحة يتضمن هدنة لإدخال الغذاء إلى المدنيين.
وفي سياق الحملة، قال مدير مركز العودة الفلسطيني، ومنسق المكتب الدولي لمتابعة شؤون فلسطينيي سوريا، ماجد الزير إن ما يحدث في مخيم اليرموك عنوان لنكبة تتكرر مع الفلسطينيين منذ عام 1948.
وأضاف أن هناك جهوداً سياسية ودبلوماسية منذ بدء الحصار، مشيراً إلى «حملة الوفاء الأوروبية» التي أوصلت أغذية لسوريا بجهود فلسطينية، رغم أنها لم تدخل مخيم اليرموك. وتأتي هذه الحملة بعد أن جددت أونروا تحذيرها من خطورة الوضع الإنساني المتردّي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق نتيجة الحصار الخانق المفروض عليه منذ عدة أشهر، حيث قال ناشطون إن العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا جوعاً هناك. ميدانياً، استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على مدينة النقارين في ريف محافظة حلب، مستفيدة من انشغال مقاتلي المعارضة والجهاديين في القتال ما بينهما، بحسب ما أفاد ناشطون.
في غضون ذلك، سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا إثر اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتدور منذ بداية يناير الجاري معارك بين 3 تشكيلات معارضة هي «الجبهة الإسلامية» و»جيش المجاهدين» و»جبهة ثوار سوريا»، وعناصر الدولة الإسلامية التي يتهمها الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات «مسيئة» تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال. وأدت هذه المعارك إلى مقتل 500 شخص، بحسب المرصد. وحقق مقاتلو المعارضة تقدماً في إدلب وحلب، بينما تحقق الدولة الإسلامية تقدماً في الرقة التي تعد أبرز معاقلها، بحسب المرصد. في غضون ذلك، تواصلت المعارك في مناطق عدة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، في ريف دمشق ودرعا.
وقتل 6 أشخاص في غارة للطيران السوري على بلدة صوران في حماة، بحسب المرصد.
وحيا الائتلاف الوطني السوري في بيان مقاتلي المعارضة في مدينة حمص، والذين قضى 45 منهم أثناء محاولتهم فك الحصار عن أحياء في ثالث كبرى المدن السورية.
وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة، خاصة حمص القديمة، لحصار منذ قرابة 600 يوم. ويفيد الناشطون بنقص دائم في الأغذية والمواد الطبية، علماً بأن المنظمات الإغاثية لم تتمكن من دخول هذه المناطق. سياسياً، أعلن دبلوماسيون أمريكيون أن الولايات المتحدة تأمل في إقناع المعارضة السورية المعتدلة بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا والمقرر أواخر الشهر الجاري بسويسرا والذي لن تشارك فيه إيران. ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في باريس في اجتماع جديد لمجموعة «أصدقاء سوريا» أو «لندن 11»، يضم رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا ووزراء 11 دولة تدعم الائتلاف.