رام الله - (وكالات): وصف القادة الفلسطينيون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون الذي توفي أمس بأنه «مجرم»، وأبدوا أسفهم لأنه لم تتم إحالته إلى العدالة الدولية قبل وفاته.وتوفي شارون في مستشفى قرب تل أبيب عن 85 عاماً بعد 8 سنوات أمضاها في غيبوبة عميقة، ما أثار سلسلة من الردود المتباينة من الفلسطينيين والإسرائيليين.واعتبرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» في بيان أنه «من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول أمام القضاء لدوره في مجازر صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982 وانتهاكات أخرى» لحقوق الإنسان. وقال نائب أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب «إن شارون كان مجرماً بحق الشعب الفلسطيني وهو قاتل والمسؤول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات»، مضيفاً «كنا نتمنى أن تتم محاكمته أمام محكمة لاهاي لمجرمي الحرب بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته». وحتى وفاته في نوفمبر 2004 بعد حصاره في مقر الرئاسة الفلسطينية من جانب الدبابات الإسرائيلية منذ ديسمبر 2001، تلقى ياسر عرفات تهديدات عدة من شارون، ما أثار شكوكاً في إمكان أن يكون توفي مسموماً، وهو ما نفته إسرائيل باستمرار. أما المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» سامي أبوزهري فقال إن «وفاة شارون بعد 8 أعوام من الغيبوبة تعتبر آية من آيات الله وعبرة لكل الطواغيت».وأضاف أبوزهري «شعبنا الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية برحيل هذا المجرم القاتل الذي تلطخت يداه بدماء شعبنا الفلسطيني وقياداته».وكان الزعيم التاريخي لحماس الشيخ أحمد ياسين اغتيل في عام 2004 من جانب الجيش الإسرائيلي بأمر من شارون. وأرغم شارون عندما كان وزيراً للدفاع على الاستقالة بعد تحميله من جانب لجنة تحقيق إسرائيلية «مسؤولية غير مباشرة» لكن شخصية في المجازر التي راح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين، ونفذها عناصر من ميليشيا مسيحية لبنانية في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982. وقالت المتحدثة باسم «هيومن رايتس ووتش» لمنطقة الشرق الأوسط سارة لي ويتسون إنه «بالنسبة للآلاف من ضحايا الانتهاكات، فإن وفاة شارون من دون مثوله أمام القضاء تزيد من مأساتهم». وبحسب وسائل الإعلام، من المقرر إقامة مراسم جنازة عسكرية لشارون في القدس غداً.وكان شارون يعتبر واحداً من أمهر القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وأكثرهم إثارة للجدل، وقد عرف بطرقه القاسية في التعامل ما أكسبه لقب «البلدوزر». وعند انتشار نبأ وفاته، تدفقت التعازي من كبار المسؤولين الإسرائيليين، فيما وصفه الفلسطينيون بالمجرم.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ذكرى شارون ستظل «دائماً في قلب الأمة».وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في بيان «لقد خسر صديقي العزيز أريك معركته الأخيرة».وأحرق 100 عنصر من الجهاد الإسلامي صوراً لشارون ووزعوا الحلوى تعبيراً عن فرحهم بوفاته في خان يونس جنوب قطاع غزة. وقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه إلى الإسرائيليين وأسرة شارون، معتبراً أنه «زعيم كرس حياته لدولة إسرائيل».أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فوصف شارون بأنه «لاعب رئيس في تاريخ بلاده».من جانب آخر، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن الفلسطينيين لن يعترفوا بيهودية دولة إسرائيل ولن يقبلوا بها، خلال خطاب ألقاه بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
970x90
970x90