جوبا - (أ ف ب): تستعد القوات الحكومية في جنوب السودان لشن هجوم لاستعادة آخر مدينة يسيطر عليها المتمردون بعد يوم على سقوط مدينة بنتيو النفطية. في هذه الأثناء طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من رئيس جنوب السودان سلفا كير الإفراج عن المعتقلين السياسيين في بادرة حسن نية لتحريك مفاوضات السلام المعطلة في إثيوبيا.
ولم يغير رياك مشار نائب الرئيس السابق الذي تولى قيادة حركة التمرد التي شكلت بعد معارك بين وحدات من الجيش في ديسمبر الماضي، موقفه بعد سقوط مدينة بنتيو. وتعهد مشار بالدفاع عن مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي شمال جوبا. وقالت الحكومة إنها قامت بتعبئة آلاف الجنود لسحق التمرد. واستمر آلاف المدنيين في عبور النيل الأبيض هرباً من المعارك الدائرة في محيط بور، في حين عبرت القوات الحكومية النهر في الاتجاه المعاكس لاستئناف المعارك. وأكد متحدث عسكري باسم مشار أنه رغم سقوط مدينة بنتيو لايزال المتمردون يسيطرون على المنطقة التي تقع فيها المنشآت النفطية. وصادرات النفط تؤمن أكثر من 90% من إيرادات جنوب السودان. وتراجع الإنتاج النفطي بـ 20% منذ اندلاع المعارك في جوبا في 15 ديسمبر الماضي. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص قتلوا في المعارك الدائرة بين الطرفين لكن مجموعة الأزمات الدولية تقدر العدد بـ 10 آلاف. كما بلغ عدد النازحين ربع مليون بعد أن تحول النزاع على السلطة إلى حرب أهلية بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار.
وحذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لجنوب السودان توني لانزر من «كارثة إنسانية» تضرب البلاد بعد عامين ونصف عام على استقلالها. وطلب بان من كير الموافقة على طلب مشار الإفراج عن 11 من مساعديه سجنوا لدى اندلاع أعمال العنف قبل بدء محادثات سلام. وأعرب الوسطاء الإقليميون في أديس أبابا عن تفاؤلهم بأن يقبل ممثلو الجانبين بوقف لإطلاق النار خلال اجتماعاتهم في أديس أبابا.