كتبت - شيخة العسم:
«الجميع يريد رشاقة سريعة لكن ما يجهلونه أن هذا يعني بدانة أسرع بعد التوقف عن الآليات والأساليب التجارية لإنقاص الوزن»، تقول استشارية طب عائلة وأخصائية غذائية الدكتورة عبير الغاوي التي أكدت أن «الطريقة الصحيحة لاتباع حمية تحقق نتائج مستدامة يجب أن تصدر عن أهل الاختصاص وبطرق طبيعية».
وأضافت د. الغاوي، في حوار مع «الوطن»، أن «كثيراً ما تحدث نتائج عكسية عند استخدام آليات تجارية وحميات عشوائية لتخفيف الوزن حال التوقف عن الحمية»، مشيرة إلى أن «أية حمية غير الحمية الصحية المعتمدة على خفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني لن تفي بالغرض».
وأشارت إلى أن «وسائل الإعلان بدأت تضج ببرامج تجارية ربحية تقدم وعود خيالية لإنقاص الوزن السريع وهي غير معتمدة في معظم المراكز الطبية العالمية ولا ننصح بها كخبراء تغذية لأنها تتجاهل المبادئ الأساسية للتغذية مثل التكامل والتنوع والاعتدال وبالتالي تعرض الشخص لخطر نقص المغذيات وتناقض التوصيات الخاصة بالحفاظ على صحة القلب من خلال خفض مصادر الدهون المشبعة».
وتابعت د. الغاوي أن «بعض هذه الحميات يدعي بأن هناك أطعمة معينة ذات صفات علاجية لتخفيف الوزن وبعضها يقوم بالتركيز على مجموعة غذائية معينة أكثر من أخرى والبعض الآخر قد يحذف مجموعات غذائية بأكملها ومن أمثلتها حمية فصيلة الدم والحميات منخفضة الكربوهيدرات ويطلق عليها أيضاً حمية البروتين والحمية الكيميائية وشوربة الملفوف والحمية القليلة جداً في السعرات وغيرها الكثير».
وأكدت أن «هذه الحميات تؤدي عادة إلى فقدان سريع وكبير في وزن الجسم ولكن سرعان ما يعود الجسم لاكتساب الوزن المفقود وربما أكثر من قبل وذلك لأن هذه الحمية لا تعطي الشخص القدرة على تعديل طريقة غذائه بشكل صحي وبمجرد التوقف عن الحمية يعود يأكل بنفس الطريقة السابقة أو ربما أكثر بعد مرحلة من الحرمان كما إن بعض الحميات وخاصة التي تعتمد على النقص الشديد في السعرات الحرارية تغير من مستوى توازن الطاقة في الجسم ويفسر الجسم ذلك على أنها مرحلة مجاعة وبالتالي فإنه يقلل من معدل الأيض وصرف السعرات ويقوم بتخزين الفائض من السعرات بشكل أكبر بعد التوقف عن الحمية». وحول أفضل طريقة لخسارة الوزن، قالت إنه «يعتبر فقدان 10 % من الوزن الحالي خلال 6 شهور نسبة مقبولة كمرحلة أولى فمثلاً الشخص الذي يزن 100 كيلوجرام يكون هدفه هو إنقاص 10 كيلوجرام وذلك بمعدل لا يزيد عن فقد كيلوجرام واحد أسبوعياً، قبل أن يدخل الشخص في مرحلة الحفاظ على الوزن لفترة معينة قبل أن يقرر البدء من جديد في دورة جديدة لإنقاص الوزن».
وأشارت إلى أنه «بالرغم من أن البعض يرى أن فقدان 10 % فقط من الوزن هدف متواضع وبطيء ولكن الدراسات أثبتت أن فقدان الوزن بهذا المعدل آمن صحياً ولا يعرض المريض لخطر نقص المغذيات الأساسية والمغذيات الدقيقة وهي المعدن والفيتامينات وكما إنه يساعد في الحفاظ على الوزن الجديد وكما فقدان الوزن بشكل تدريجي يساعد الشخص ليأخذ وقته في التعود على العادات الغذائية الجديدة».
وأكدت د. الغاوي أنه «بلغة الأرقام فإن فقدان 10% من وزن الشخص البدين يؤدي إلى نتائج صحية ملموسة مثل خفض سكر الدم بمقدار 50% ومعدل ضغط الدم الانقباضي بمقدار 10 درجات وضغط الدم الانبساطي 20 درجة ويخفض الكولسترول الكلي بمقدار 10% و الكولسترول المنخفض الكثافة بمقدار 15% والدهون الثلاثية إلى حوالي الثلث30% ويرفع من الكولسترول المرتفع الكثافة (مفيد لصحة القلب) بمقدار 8% ويقلل من معدل الوفاة 20%بشكل عام».
وعن أفضل طريقة لعمل ريجيم صحي، قالت إنه «باتباع الطرق الصحية الآمنة لإنقاص الوزن، وتعتمد الحمية الصحية على ثلاث ركائز أساسية وهي الحمية الغذائية منخفضة السعرات الحرارية والانتظام في ممارسة النشاط البدني واكتساب عادات غذائية سليمة تمكننا من تبني نمط حياة صحي على المدى البعيد. هذه الحمية معتمدة من المؤسسات الطبية العريقة لأنها مبنية على أسس علمية ونتائج دراسات موثقة(..) وقد يقترح الطبيب العلاج بالأدوية الطبية أيضاً أو يقرر الحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية وهذا يتوقف على درجة السمنة وحالة المريض».
وأوضحت أن «المقصود بالحمية منخفضة السعرات الحرارية هو تقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة ضمن نظام غذائي سليم وممتع في آن واحد وذلك عن طريق تناول كميات معتدلة ومناسبة من جميع المجموعات الغذائية واختيار الأصناف الصحية من كل مجموعة غذائية، ويفضل مراجعة أخصائي التغذية للمساعدة في تصميم حمية خاصة تتناسب مع احتياجات الشخص من السعرات الحرارية وتضمن حصوله على جميع المواد الغذائية اللازمة على أساس معدل كتلة الجسم ومستوى النشاط البدني والعمر والظروف الصحية».
النجاح في هذه الحمية يتطلب مجموعة من المهارات التي يجب أن يتعلمها ويتدرب عليها الشخص وهي مكونات الطبق الصحي من مجموعات الغذاء الأساسية وكيف يحسب حجم الحصص التي يجب أن نتناولها من كل مجموعة والطرق الصحية لتحضير الطعام وماذا يمكن أن يطلب من أطعمة عندما يتناول الوجبة خارج المنزل.