قبل سنين مضت، كان هذا المرض المشؤوم غير معلوم عند غالبية أهل البحرين، إذ إنه كان مستوطناً في أماكن بعينها، وينتقل عن طريق الوراثة، دون علم ولا دراية بمفهوم الوراثة التي يعطيها الآباء والأمهات المصابون بهذا المرض لأبنائهم، ومنهم إلى أحفادهم.
ومع انتشار العلم والمعرفة والعلوم البحثية، ثبت بأنه ينحصر في الأفراد المبتلين به، وإن تفاوت بين أب حامل للمرض وأم سليمة أو بالعكس.
لكن، بما أننا نعيش في زمن وعصر المعرفة وتقارب الشعوب والأمم، وما تقوم به الدولة من شن حرب شعواء على الأمراض الوبائية والوراثية بالتطعيمات، منها ما اختفى محلياً وعالمياً مثل الجدري وغيره، بفضل الوعي الصحي، وما توفره الحكومة من رعاية متقدمة تضاهي الدول المتقدمة، خاصة بعد إنشاء أكبر صرح للعلاج في الشرق الأوسط وهو مركز السلمانية الطبي، والسيطرة على الكثير من الأمراض التي عانى منها البحرينيون كثيراً، وصرفوا الكثير من المال للاستشفاء، مثل السل خاصة في الهند في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
جزى الله تعالى الكاتبة الفاضلة سوسن الشاعر صاحبة عمود (الكلمة الأخيرة، سواءً في الصحافة أو التلفزيون)، فقد تناولت في الفترة الأخيرة في التلفزيون موضوع السكلر بشيء من الدقة مع ضيفها رئيس جمعية السكلر وكان شخصاً مثقفاً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وهو أيضاً مصاب بهذا المرض الذي يخطف الأولاد والبنات من أحضان والديهم بلا رحمة ولا شفقة.
الآن هذا المرض عرف سببه، بأنه وراثي في المقام الأول، ولهول الآلام التي يعانيها المصاب أو المريض، أوجدت وزارة الصحة جناحاً خاصاً لهم، لكن ليس للشفاء منه، لأن العلم لم يكتشف بعد دواءً ناجعاً، حيث يتم حالياً التخفيف من نوباته الحادة بالتخدير أو استبدال الدم.
حقيقة، ليتني لم أشاهد ما عرضته الكاتبة القديرة سوسن على شاشة التلفزيون عندما عرضت أحد المصابين الشباب وهو(مربوط) في سريره ويصرخ «أبدلو دمي...اقتلوني» وأهله من حوله مفجوعين ويبكون، لكنهم يسألون الله أن يشفيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو الشافي، وإذا أراد الله أمراً إنما يقول له كن فيكون.
المصيبة، وبكل صراحه فينا نحن!؟
لماذا لا تسن الحكومة قانوناً يحظر ويمنع الزواج بين هؤلاء المبتلين؟، إذ أعتقد أن الدين لا يمنع أو يقف حائلاً دون تخليص الأمة من مرض يضعف جزءاً من جيل المستقبل، فالإسلام يريد أمة قوية في الإيمان وفي الأبدان، ومحاربة هذا المرض والأمراض الخطيرة الأخرى التي تنتقل بالوراثة أيضاً، وإذا الزواج من الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، فلماذا لا نقطع الإنجاب عند هؤلاء، فليتمتع الولد بالزواج والبنت لكن بدون إنجاب، وإذا علمنا أن المريض بالسكلر لا يتجاوز عمره الأربعين عاماً، إذن، إذا طبقنا هذا القانون – منع الزواج أو زواج بدون إنجاب – والتزمنا به، فلن نرى في البحرين من بعد أربعين عاماً أو نحو ذلك مريضاً بالسكلر. وأحب أن أشير إلى إن دولة أوروبية تمنع منعاً باتاً وقاطعاً وبصرامة زواج المصابين بالسكلر، ما سبق اقتراح أطرحه للمناقشة سواء كان على مستوى البرلمان أوأصحاب الشأن بوزارة الصحة والشؤون الإسلامية ولجميع المواطنين، والله من وراء القصد «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون».
يوسف بوزيد