كتبت- عايدة البلوشي:
قال مواطنون، إن احترام المواعيد ضرورة لصيرورة الحياة، مضيفين أننا دائماً نعمل على بوصلة الانتظار، فمن جلوس
الأم وعيناها على الطريق، تنتظر ابنها يعود من المدرسة، إلى الأب والأم اللذين يترقبان قدوم مولود جديد، إلى الطالب الذي ينتظر نتائج الامتحان، والمريض ينتظر نتائج الفحص الطبي، والمسافر الذي ينتظر موعد الطائرة، والطفلة تنتظر ملابس العيد».
تقول عائشة محمد: الانتظار جزء من حياة الإنسان، فلابد أن تنتظر ليأتي، ذلك أن الجميع يحلم ليتحقق الحلم، فأنا اليوم أنتظر تخرج ابني من الجامعة وهو الانتظار السعيد والمفرح، في المقابل أعيش وبشكل يومي انتظار مزعج ويتمثل في انتظار زوجي الذي غالباً ما يتأخر ومواعيده مواعيد عرب بمعنى الكلمة، أنتظره على الغداء والعشاء وفي المناسبات والخ..
الانتظار الذي لا يأتي
وبدورها تضيف سمية أحمد» الانتظار واقع في حياة الإنسان، فهناك من ينتظر نتائج امتحان، ونتائج فحوصات، وتخرج من المدرسة، مشيرة إلى أن جميع هذه الأمور تفرض علينا ويمكن أن ننتظرها مادام لدينا أمل بأنها ستتحقق عاجلاً أم أجلاً، لكن المؤلم حقاً هو الانتظار الذي لا يأتي، وهو أننا ننتظر أمراً ما ونحن على يقين تماماً أنه لن يأت، فعندما ينتظر الإنسان عزيزاً فقده هذا هو الانتظار المؤلم حقاً، فابني مازال ينتظر والده ليعود من العمل، غير أن الحقيقة أن زوجي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل سنتين تقريباً».
الانتظار المزعج
وتقول منى عبدالله: نحن من نخلق الانتظار في بعض الأحيان، فلو كان هناك التزام واحترام للمواعيد لما جاء هذا الانتظار، بينما الانتظار الذي يفرض نفسه فهو أمر حتمي وواقعي لا مفر منه.
وتضيف، أن» الانتظار المزعج هو ذلك الذي يخلقه البشر، كأن أتأخر على موعد اجتماع مهم بينما الجماعة «المعنيين» ينتظرونني، فهنا يتوجب علينا احترام الموعد، خصوصاً إذا كان التأخير أو التخلف من غير سبب مقنع، لذلك يجب علينا أولاً احترام المواعيد حتى لا ننتظر كثيراً».
حياتي «انتظار»
أما محمد سالم يصف نفسه «يوميات منتظر»، فيقول: أنا أبدأ نهاري بالانتظار، أستيقظ من النوم مبكراً، وأنتظر الفطور، ومن ثم أنتظر صديقي الذي كان يتأخر لنذهب سوياً إلى الجامعة، ومن ثم انتظار المحاضرة وفي نهاية المطاف والانتظار يلصق ورقة على باب الصف «المحاضرة ألغيت»، ومن ثم أنتظر حتى ينتهي صديقي من محاضراته، لنذهب إلى المنزل».
ويضيف» لم تنته رحلة الانتظار، ففي المساء أنتظر الأصدقاء لنجتمع في مكان ما، ولأنني ألتزم كثيراً بالمواعيد، دائماً ما أكون أول الحاضرين، بالتالي يجب علي الانتظار، ومن مواقف الانتظار المزعجة بالنسبة لي انتظار نتائج الامتحانات النهائية حيث تمثل لي هذه الفترة «فترة الانتظار»، أرق وقلق وتوتر، ألغي جميع برامجي الترفيهية وتفكيري يكون مشغولاً بالنتائج «أحسب وأراجع ما كتبته في ورقة الامتحان ..الخ»، إلى درجة أن وزني يخف مقارنة بالأيام العادية.
«ما فيني صبر»
«ما فيني صبر» هكذا بدأت رنا البلوشي قولها، وتضيف: يمكنني تحمل أي شيء في الحياة غير الانتظار، ومن الصعب جداً أن أنتظر، فتجدني تارة أفسر وأترجم وأحلل الأمور على هواي وتارة «اتنرفز» لذلك أنصح كل من حولي بعدم الحديث معي فترة انتظاري أمر ما، وهذا طبعي من الطفولة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما كنت طفلة في الخامسة من عمري، ليلة العيد لم أنم فيها لأنني أنتظر صباح العيد لألبس ملابسي الجديدة، وأيام المدرسة لا أنام عندما يكون لدي رحلة في المدرسة، وفي مرحلة الجامعة أيضاً الحال كما هو لا أستطيع النوم عندما كنت أنتظر نتائج الامتحانات النهائية، ففي فترات الانتظار يتضايق من حولي «أسرتي، صديقاتي»، لأنني أكون قلقة ولا أركز في الأمور الأخرى فهم في واد وأنا وادٍ.