بغداد - (وكالات): رفض رئيس الوزراء نوري المالكي دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يزور بغداد، إلى وقف تنفيذ أحكام الإعدام في العراق حيث أعدم 169 شخصاً العام الماضي. وقال المالكي في مؤتمر صحافي مع بان كي مون في بغداد إن «الدستور العراقي لا يمنع إقامة هذا الحكم والعراق بلد مسلم والإسلام يؤمن بمبدأ القصاص بمعنى أن من يقتل يعرف أنه سيعدم» معتبراً أن هذه العقوبة «ستكون رادعاً». وأضاف «نحترم قرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ولكن لا نعتقد أن من يقتل الناس له حقوق يجب أن تحترم». وكان المالكي يرد على دعوة أطلقها بان كي مون في هذا الشأن. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية «أحث رئيس الوزراء والحكومة العراقية على تعليق حكم الإعدام». ونفذت عقوبة الإعدام بحق 169 شخصاً في العراق خلال 2013، وهو أعلى معدل لهذه العقوبة منذ غزو البلاد بقيادة الولايات المتحدة في 2003، ما يضع العراق في المرتبة الثالثة على صعيد العالم بعد الصين وإيران. في غضون ذلك، دعا بان كي مون قادة العراق إلى معالجة أسباب العنف «من جذورها» بينما تتواصل العمليات العسكرية في الأنبار. وقال بان كي مون الذي يزور بغداد لإجراء محادثات مع القادة العراقيين حول الوضع في المنطقة «أود أن أحث قادة البلاد على معالجة أسباب المشاكل من جذورها».
وأضاف «يجب عليهم ضمان ألا يهمل أحد»، مؤكداً ضرورة «تلاحم سياسي واجتماعي وحوار يشمل الجميع». وقال إنه «قلق بشكل خاص إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في أجزاء من العراق وأدين بشدة الهجمات المروعة التي استهدفت المدنيين». ودعا «جميع القادة السياسيين إلى التوحد في موقفهم ضد الإرهاب والعمل معاً لتحقيق استقرار الوضع».
وتأتي زيارة بان كي مون بينما يواجه العراق تنظيم القاعدة ومسلحين عشائريين مناهضين للحكومة في الأنبار غرب البلاد. إلا أن رئيس الوزراء العراقي أكد أن ما يجري في الأنبار ليس له علاقة بمشاكل البلاد. وأضاف المالكي «لا شك في وجود مشاكل في العراق ليس لها علاقة بما يجري في الأنبار الذي نقول إنه وحد العراقيين». وأكد المالكي أن «القتال الذي يجري ضد القاعدة ليس قتال طرف أو مكون ولا حتى الجيش العراقي لوحده إنما أبناء الأنبار شيوخ الأنبار الوطنيون جميعاً ضد القاعدة». ومازال مسلحون من العشائر وآخرون من التنظيم نفسه يسيطرون على مدينة الفلوجة فيما ينتشر آخرون من التنظيم ذاته وسط وجنوب الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، فيما تتواصل المعارك في مناطق البوبالي. إلى ذلك، أعادت السلطات بإعادة فتح الطريق السريع الذي قطعه المتظاهرون منذ عام الذي يربط بغداد بالعاصمة الأردنية عمان، بعد إزالة الخيم.