نظمت شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات «جيبك»، وبحضور حوالي 40 شخصاً من أكاديميين وطلبة ومهتمين بشؤون البيئة، محاضرة مهمة حول تجربتها في استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك في مبنى كلية الهندسة بجامعة البحرين.
واستعرض مراقب الميثانول بالشركة، المهندس جمال الشاووش محاضرته التي ألقاها بعنوان «وحدة استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون بشركة جيبك»، الجهود البيئية التي تبذلها الشركة للتقليل من آثار العمليات التشغيلية لمصانعها على البيئة، مؤكداً على الاهتمام الكبير الذي تبديه الشركة لرعاية البيئة وحماية عناصرها ومكوناتها.
وتناول الشاووش البدايات الأولية لمراحل المشروع وذلك منذ الموافقة الصادرة من مجلس الإدارة في مستهل العام 2007 وحتى تدشينه في نهاية عام 2009، حيث تبلورت فكرته المبدئية في 2006 كمخطط تنمية استراتيجي لتعزيز إنتاج وحدتي الميثانول واليوريا، وكانت نتائج دراسات الكلفة والأرباح قد أظهرت عائدات استثمارية إيجابية على الشركة قدرت في حينها بحوالي 20.6% مقابل استثمار حوالي 52 مليون دولار.
كما أظهرت الدراسات نفسها أن المشروع لا يحتاج إلى خبرات أجنبية، بل إن الخبرة التشغيلية المحلية في إدارة مثل هذه المشاريع مؤهلة ليس لإدارة المشروع فحسب، بل كذلك لتولي تشغيله.
وأوضح أن الشركة بادرت حينئذ إلى تشكيل فريق من خيرة مهندسيها لتولي شؤون الوحدة، حيث لعب هذا الفريق دوراً مهماً في اتخاذ القرارات المحورية لهذا المشروع الذي أسهم في تعزيز نجاعة عملية إنتاج مادتي الميثانول واليوريا.
وأوضح بأنه نتيجة لتوفر تقنية التحكم والتأثير الإيجابي الذي يتركه تدوير غاز ثاني أكسيد الكربون على البيئة، قررت الشركة البدء في أعمال البناء حيث تم إسناد عقد إنشاء المصنع إلى شركة TICB وذلك بعد طرحه في مناقصة تنافسية دولية، وقدرت نفقاته بنحو 33 مليون يورو وتم إنجازه في فترة 27 شهراً.
أما التقنية والهندسة الأولية لهذا المصنع فتم تزويدها من قبل شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، حيث تم توقيع اتفاق ثلاثي بين «جيبك» وشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وشركة TICB من أجل تنفيذ سلس للمشروع وبالتالي تحديد نطاق ومسؤولية جميع الجهات المعنية.
وتطرق الشاووش إلى الدراسات التي عمدت الشركة إلى تنفيذها قبل الشروع في بناء الوحدة ومنها دراسة حول المخاطر المحتملة والتقييم الشامل الذي تم تنفيذه حول الانعكاسات المتوقعة على البيئة فجاءت احتمالات المخاطر ضعيفة، بينما تبين وجود انعكاسات إيجابية كبيرة على البيئة.
وأوضح أن أساس المشروع هو وحدة للضغط المنخفض لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون التي يُسقى فيها الغاز المسرب المتأتي من خزان أنبوب المدخنة بماء خالٍ من المعادن في 206 درجة من المسقى أو المطفي الواقع بقربه مباشرة، ويتم تزويد الأنابيب أو الخزانات المضغوطة بالماء عبر الضغط الهيكلي، والذي تتم معالجته بمادة الصودا الحارقة لإزالة أكسيد الكبريت الموجود في الغاز المُسرب، حيث يتم ضغطه في الغلاية ليغذي به ممتص ثاني أكسيد الكربون وهو عبارة عن عمود يشبه الأسطوانة له سريران بضاغطات هيكلية مدمجة.
إلى ذلك، قال رئيس «جيبك»، د.عبدالرحمن جواهري إن المحاضرة هي في الواقع استمرار لبرامج التعاون المشترك بين الجامعة والشركة والتي تعود بالنفع والفائدة على الطلبة والمجتمع، منوهاً بالأهمية الكبرى لموضوع المحاضرة الذي ركزّ على واحد من المشاريع الحيوية التي نفذتها البتروكيماويات في السنوات الأخيرة.