160 ألف جندي لتأمين قرابة 30 ألف مكتب اقتراع في البلادالقاهرة - (وكالات): بدأت أمس في مصر عمليات الاقتراع في استفتاء على الدستور الجديد، وسط مشاركة كثيفة، فيما يريده القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، مبايعة علنية له، منذ عزل الرئيس المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي. وقال الفريق أول عبد الفتاح السيسي إنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة «إذا طلب الشعب» منه ذلك وأيد الجيش ترشحه، وذلك بعد 6 أشهر من قيامه بعزل مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر.وفي القاهرة تشكلت صفوف من الناخبين منذ الصباح الباكر أمام مكاتب الاقتراع التي أقيمت في المدارس فيما انتشرت أعداد كبيرة من رجال الشرطة وجنود الجيش المسلحين أمام مكاتب الاقتراع. وجرت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في بعض المحافظات خلفت 10 قتلى و21 جريحاً. وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن حصيلة اليوم الأول للاستفتاء على مشروع الدستور بلغت 11 حالات وفاة و28 مصاباً، واحدة منها لأسباب طبيعية. ففي محافظة سوهاج جنوب القاهرة، قتل 4 أشخاص. وفي محافظة بني سويف جنوب القاهرة، قتل شخص برصاصة في الصدر. وفي بلدة الحوامدية جنوب محافظة الجيزة أشعل مؤيدو جماعة الإخوان النيران في سيارة شرطة، وقتل 4 بالمحافظة، كما فرقت الشرطة تظاهرات لأنصار الجماعة في الإسكندرية.وقبل ساعتين من فتح مكاتب الاقتراع، وقع انفجار بعبوة بدائية الصنع أمام محكمة في منطقة إمبابة بالجيزة غرب القاهرة من دون أن يسفر عن وقوع إصابات أو ضحايا.وقالت تقارير في موقع الانفجار إنه أسفر عن تهشم الواجهة الزجاجية للمحكمة وقسم من واجهة محل وزجاج بنايتين مجاورتين. وأضاف أن العشرات من أبناء الحي تجمعوا بعد الانفجار وهم يحملون صور السيسي ويرددون «حننزل، حننزل» في إشارة إلى تصميمهم على المشاركة في الاستفتاء. وتنوعت أسباب المشاركة في الاستفتاء فبعض الناخبين أكدوا أنهم نزلوا من أجل «الخلاص من الإخوان» بينما قال آخرون إنهم يريدون «الاستقرار» بعد 3 سنوات من الاضطرابات أدت إلى أزمة اقتصادية وإلى ارتفاع مطرد للتضخم. وقام الفريق الأول السيسي بتفقد أحد مكاتب الاقتراع في مصر الجديدة شمال القاهرة بعد بدء التصويت لتفقد الحالة الأمنية وتحدث إلى الجنود قائلاً «شدوا حيلكم، نريد تأمينا كاملاً للاستفتاء».كما أدلى الرئيس المؤقت عدلي منصور بصوته ودعا المصريين إلى المشاركة مؤكداً أن «التصويت ليس لصالح الدستور فقط ولكن لصالح خارطة المستقبل كلها يجب أن يكون في البلاد رئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضاً». وأضاف «لا بد أن يثبت الشعب للإرهاب الأسود أنه لا يخشى شيئاً وأنه مصمم على النزول دائماً».من جانبه، قال رئيس الوزراء حازم الببلاوي بعد أن اقترع «أتوقع أن يقبل المصريون بقوة على المشاركة ليؤكدوا أن ثورتهم تسير على الطريق الصحيح» مضيفاً «بلدنا في حاجة لكل صوت». ويقول خبراء إن السلطة الجديدة ترى في هذا الاقتراع وسيلة للحصول على مبايعة شعبية. وأكد اندرو هاموند الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «إنهم بحاجة إلى اقتراع شعبي بالثقة يتيح للفريق أول السيسي الترشح للرئاسة إذا ما قرر ذلك».ويرى اسكندر عمراني مدير إدارة شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية أن الاستفتاء «اختبار لنظام ما بعد مرسي أي للنظام الجديد القائم». والفريق أول السيسي وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء وقائد الجيش هو الأكثر شعبية في مصر الآن وصوره معلقة في الشوارع وعلى أبواب المحلات وفي بعض الإدارات. لكن الإسلاميين المؤيدين لمرسي يتهمونه بالقيام بـ «انقلاب عسكري» ويدعون لمقاطعة الاستفتاء. وعند عزل مرسي في يوليو الماضي، استند السيسي إلى نزول ملايين المتظاهرين في الشوارع في 30 يونيو للمطالبة برحيل الرئيس الإسلامي الذي اتهموه بالسعي إلى تمكين جماعته من كل مفاصل الدولة والفشل في إصلاح اقتصاد على وشك الانهيار. ولم يتردد السيسي في خطابه السبت الماضي في الربط بوضوح بين دعوته للمصريين للمشاركة بكثافة في الاستفتاء والتصويت بـ «نعم» للدستور وبين مستقبله السياسي. وقال قبل يومين من الاستفتاء إنه سيترشح للرئاسة «إذا طلب الشعب» ذلك.ومشروع الدستور الجديد حذفت منه المواد التي كانت تسمح بأكثر التفسيرات تشدداً للشريعة الإسلامية والتي أضيفت إلى الدستور الذي أعد تحت حكم مرسي. لكنه وسع صلاحيات الجيش. يقول هاموند إن «المصريين ليسوا مدعوين في الحقيقة إلى الاقتراع على نص لكن المطلوب منهم منح دعمهم لنظام يوليو».من جانبه، أعلن الجيش نشر 160 ألف جندي لتأمين قرابة 30 ألف مكتب اقتراع في البلاد.