كتب - صالح الرياشي:
من المعروف أن جائزة الكرة الذهبية تعطى لأفضل لاعب كرة قدم في العام، بحيث يتم تحديد الفائز عن طريق التصويت في نهاية كل عام وطبقاً لمعايير أخرى، وتكون المنافسة بين أفضل ثلاثة لاعبين في العالم يتم ترشيحهم للحصول على الجائزة عن طريق لجنة مختصة من الفيفا، لكن ما شهدناه في السنوات الأخيرة هو انحصار المنافسة على مجموعة من اللاعبين، فكيف لجائزة بهذا الحجم أن تقتصر على لاعب واحد أو لاعبين؟ هل اختفت المواهب الكروية أم اختفت المصداقية؟ منذ بداية ظهور الجائزة في سنة 2010 وليونيل ميسي الأرجنتيني لاعب برشلونة الإسباني لم يغادر قائمة المرشحين للجائزة، علماً أن الجائزة كانت باسم أفضل لاعب في العالم وتم دمجها مع جائزة الكرة الذهبية الممنوحة من قبل مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، وتحصل عليها الأرجنتيني في السنوات 2010 و2011 و2012، نعم هو لاعب عظيم وموهوب ويستحقها لكن هل يعني ذلك أنه اللاعب الوحيد في العالم ليحصل عليها ثلاث مرات متتالية! أما بالنسبة لكرستيانو رونالدو البرتغالي نجم ريال مدريد الإسباني الذي تحصل على الجائزة مؤخراً كأفضل لاعب كرة قدم في العالم لسنة 2013، فقد كان الوصيف للسنتين الماضيتيــن فــي 2011 و 2012، فمــن المعتقد بأنه حصل عليها بسبب بعض الظروف التي قد تكون ساعدته في ذلك، حيث صرح السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي للفيفا عن طريق مقطع فيديو يمتدح فيه النجم الأرجنتيني ميسي حيث قال عنه: كل أب وأم يتمنون مثله، كما إنه يلعب جيداً وكأنه يرقص، أما عن رونالدو فقد قال عنه: إنه ينفق بشكل كبير على تصفيف شعره، وقام أيضاً بلاتر بتقليد رونالدو بطريقة ساخرة في طريقة لعبه، وبدوره أثار هذا التصريح جدلاً كبيراً على الساحة الرياضية لما يحمله من عنصرية وتحيز. توالت الردود على هذه التصريحات المستفزة من قبل رونالدو نفسه ومدربه في ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشلوتي ورئيس النادي الإسباني فلورنتينو بيريز، مما وضع بلاتر في موقف حرج جداً.
ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد الدولي للفيفا قد مدد فترة التصويت للجائزة من 15 إلى 29 نوفمبر الماضي وعدم كشفه عن عدد الأصوات مما أثار الشك حول من سوف يظفر بالجائزة، من جانبه صرح السكرتير العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه خلال المؤتمر الصحافي للمرشحين لجائزة الكرة الذهبية، أن هذا القرار جاء بسبب قلة الترشيحات التي أرسلها مدربو وقادة المنتخبات الوطنية، مشيراً إلى أن عدد الأصوات يجب أن يصل إلى 75% على الأقل.
فهل كلام السيد جيروم صحيح؟ وإن لم يكن صحيحاً، فهل ساعد بلاتر بذلك رونالدو لكي يحصل على الجائزة ويحسن صورته أما الجميع؟ أم أنه أراد أن يزيل الشكوك حول مصداقية سياسة منح الجائزة؟ هل امتنع مدربو وقادة المنتخبات عن التصويت؟ ولماذا قد يفعلوا ذلك؟ تحولات كبيرة تشهدها هذه الجائزة وتحتاج إلى توضيح قبل أن تفقد هويتها وتصبح ملوثة بأيدي العابثين.