عواصم - (وكالات): تعهد مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت أمس بتقديم أكثر من 2.4 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري، وفقاً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وأعلنت الكويت تقديم نصف مليار دولار «من القطاعين الحكومي والأهلي». وتقدمت كل من السعودية والإمارات وقطر بتعهدات متساوية إذ أعلنت كل من الدول الثلاث تقديم 60 مليون دولار إضافية للبرامج الإنسانية الخاصة بإغاثة الشعب السوري. فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم بلاده 380 مليون دولار إضافية ليرتفع بذلك إجمالي مساعداتها الإنسانية لسوريا إلى 1.7 مليار دولار. أما بريطانيا فقد تعهدت بتقديم 164 مليون دولار واليابان تبرعت بـ 120 مليون دولار مقابل 75 مليوناً من النرويج.
وذكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي سبق أن استضافت بلاده مؤتمر المانحين الأول للسوريين قبل سنة، إن مجموع ما كانت قدمته الكويت حتى الآن لإغاثة السوريين بلغ 430 مليون دولار مشيراً إلى أن بلاده «أدركت أن المسار الإنساني يتيح لها القدرة على تقديم الكثير من الإسهام والعطاء الإنساني».
ويأتي مؤتمر المانحين في الكويت الذي رعته الأمم المتحدة قبل أسبوع من مؤتمر السلام المعروف باسم «جنيف 2»، وقد أعرب بان كي مون عن الأمل في أن يفضي المؤتمر إلى «وقف العنف» و»إقامة حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية».
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه سيجري اتصالاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في إطار الجهود التي يبذلها البلدان من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في مناطق محددة. ولم تعلن المعارضة السورية بعد ما إذا كانت ستشارك في مؤتمر «جنيف 2»، فيما تدعم روسيا والمبعوث الأممي العربي الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي مشاركة طهران في هذا المؤتمر مقابل رفض الولايات المتحدة لذلك حتى الآن. وأعلن بان كي مون أن المنظمة الدولية لم تتخذ حتى الآن قراراً حول مشاركة إيران في المؤتمر.
وأعلنت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة السورية في الداخل رفضها المشاركة في مؤتمر جنيف 2، معترضة على «اختزال الطرف الأمريكي» لـ «صوت المعارضة»، في إشارة إلى تكليف الائتلاف السوري المعارض تشكيل وفد موحد للمعارضة.
ووصل وزير الخارجية السوري محمد جواد ظريف إلى سوريا حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد الذي اعتبر خلال استقباله الوزير الإيراني أن «الفكر التفكيري بات يهدد العالم» داعياً الجميع إلى المساهمة في «استئصاله».
من جهتها، قالت منسقة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس أمام المانحين في الكويت أن 245 ألف سوري محاصرون في بلادهم ويواجهون ظروفاً بالغة الصعوبة بما في ذلك النقص في الغذاء. واعتبرت أن «الحصار بات سلاحاً حربياً مع وجود الآلاف محتجزين في قراهم وسط نقص في الإمدادات والخدمات الأساسية». وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيرفع مساعداته الإنسانية إلى سوريا بمقدار 165 مليون يورو. وخلال اجتماع في الكويت تعهدت منظمات غير حكومية بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في إغاثة المدنيين السوريين. وتعهدت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار بينما تعهدت المنظمات الأخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي.
وشارك في المؤتمر في الكويت 70 بلداً و24 منظمة دولية بمبادرة من الأمم المتحدة التي تسعى إلى أكبر عملية تمويل في تاريخها لإغاثة وضع إنساني ملح في سوريا حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم. وتتوقع الأمم المتحدة أن يتجاوز عدد اللاجئين السوريين 4 ملايين شخص بحلول نهاية 2014.
من جهة ثانية، أشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلى وجود «انقسام» بين أجهزة الاستخبارات الغربية والقادة السياسيين في البلدان الغربية لجهة الموقف الواجب اتخاذه في مواجهة تمدد المقاتلين الإسلاميين في سوريا.
ميدانياً، قتل 26 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين المنتمين إلى فصائل معارضة للنظام السوري، في تفجير سيارة مفخخة في مدينة جرابلس في ريف حلب التي تشهد معارك بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» وتشكيلات أخرى من مقاتلي المعارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل «أمير» في الدولة الإسلامية في العراق والشام شمال غرب سوريا بإطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين، في هجوم يأتي وسط معارك عنيفة تدور منذ أيام بين هذا التنظيم الجهادي وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية.
من جهته، اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية النظام السوري باستخدام «غازات سامة» في قصف مدينة داريا جنوب غرب دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى.