أنقرة - (وكالات): شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجوماً جديداً على جمعية الداعية المسلم فتح الله غولن المتهمة بالتآمر ضده، مندداً بـ»إمبراطورية الرعب» التي أقامتها في تركيا. وفي كلمة أدلى بها في أنقرة أمام السفراء الأتراك، طلب أردوغان من الحضور أن يصفوا لزملائهم الأجانب «الوجه الحقيقي لهذه المنظمة، وطموحاتها ومآربها» إضافة إلى «أبعاد الخطر» الذي تمثله. وقال أردوغان أيضاً إن «إمبراطورية الرعب التي أقامتها هذه المنظمة خاصة في القضاء والشرطة، ينبغي أن تتوضح بالكامل».
ومنذ شهر، يتهم رئيس الوزراء الجماعة التي يخوض حرباً ضدها، بالتلاعب بتحقيق حول الفساد يستهدف عشرات الشخصيات المعروفة بقربها منه بهدف زعزعة موقعه عشية الانتخابات البلدية في 30 مارس المقبل والرئاسية في أغسطس 2014. إلا أن أردوغان لم يحدد خصمه بوضوح على الإطلاق ولم يسمه إلا باسم «منظمة» أو «عصابة إجرامية».
واتهم رئيس الوزراء أيضاً أتباع غولن بأنهم بدؤوا «حملة افتراء ليثبتوا أن تركيا تدعم الإرهاب». وقال «نحن ضد القاعدة والنصرة، تركيا استحقت مكانتها في مكافحة الإرهاب الدولي».
وخلص أردوغان إلى القول «لا نقبل الإرهاب سواءً كان انفصالياً أو دينياً أو إثنياً أو طائفياً. الإرهاب بالنسبة إلينا إرهاب أياً كان مصدره، وندينه بشدة».
وفي إطار عملية تستهدف القاعدة، فتشت الشرطة التركية جنوب البلاد مكاتب مؤسسة المساعدات الإنسانية، وهي منظمة إسلامية غير حكومية مقربة من الحكومة. ومؤسسة المساعدات الإنسانية نددت على غرار الحكومة بـ»حملة تشهير» مرتبطة مباشرة برأيهما بفضيحة مكافحة الفساد الجارية.
ويشتبه في أن تركيا سلمت أسلحة إلى بعض المجموعات السورية المعارضة المقربة من تنظيم القاعدة، لكنها رفضت على الدوام المزاعم التي تشير إلى هذا الأمر. في سياق متصل، أعلن الرئيس التركي عبدالله غول تأييده «لتسوية» بين الحكومة والمعارضة بشأن مشروع القانون المثير للجدل عن الإصلاح القضائي الذي أثار تنديداً في البلاد بوصفه محاولة لإخماد فضيحة الفساد التي تهز النظام.
وقال غول إن «تسوية بين الحزب الحاكم والمعارضة من شأنها تسهيل نشء مناخ مؤاتٍ في البلاد والإظهار للجميع، في الداخل والخارج على السواء، أن مشاكلنا تحل في إطار ديمقراطي».