كتبت - نور القاسمي:نجحت مدينة الملك عبدالله الطبية، في استئصال ورم سرطاني من مثانة مريض بحريني (69 عاماً)، باستخدام تقنية يابانية حديثة، لتكون العملية الجراحية الأولى من نوعها بالشرق الأوسط.وكشف رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد العوهلي خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، عن تفاصيل العملية باستخدام تقنية 5-ALA الجديدة وجهاز ALA-DUCK المطور حديثاً من قبل شركة SBI للعقاقير الطبية اليابانية.فيما أوضح د. زياد النائب أن التقنية الحديثة تتيح باستخدام الأشعة فوق البنفسجية مشاهدة كل الخلايا السرطانية، ما يسهل عملية استئصالها كاملة ويقلل احتمالات عودتها مستقبلاً، مؤكداً عزم الجامعة إجراء أبحاث مختبرية على خلايا سرطانية والتعامل معها بالتقنية الجديدة لاختبار فاعليتها في التشخيص والعلاج.وأكد العوهلي خلال المؤتمر أن الإنجاز الطبي الجديد، يضاف إلى رصيد إنجازات جامعة الخليج العربي الحافل بالإنجازات المتنامية بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للجامعة من خلال إنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية بتقدمة من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هدية إلى شعب البحرين، وتكرم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتخصيص قطعة أرض تصل مساحتها إلى مليون متر مربع في درة البحرين لبناء المشروع.وعد الإنجاز ثمرة لجهود بذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد خلال زيارته إلى اليابان مارس الماضي، وتم خلالها توقيع مجموعة اتفاقيات تعاون، بينها توقيع الجامعة اتفاقية لاختبار فاعلية تقنية 5-ALA في علاج عدد من الأمراض في منطقة الخليج العربي.وأوضح العوهلي لدى إجابته على أسئلة الصحافيين، أن استخدام التقنيات الطبية الأحدث وتسخيرها للحد من انتشار الأمراض السائدة في دول مجلس التعاون الخليجي لخدمة أبناء المنطقة، جاء نتاج التعاون العالمي بين جامعة الخليج العربي ونظيرتها العالمية، والسعي للاستفادة من خبراتها.واعتبر نجاح العملية التي أجراها رئيس قسم الجراحة بكلية الطب بالمركز الطبي الجامعة د.زياد النائب، نجاحاً للشراكة بين الجامعة والشركات اليابانية.وقال إن هذا النجاح يضاف لنجاحات سابقة، بينها زراعة القوقعة لطفلة تعاني من فقدان سمع مفاجئ في الأذنين، وإنجازات علمية وطبية أخرى كانت ثمرة خبرات مميزة وجهود متضافرة بين الجامعة والفريق الطبي بالمركز الطبي الجامعي الذي يشكل نواة المدينة الطبية بالتعاون مع مجموعة د.سليمان الحبيب.ورحب العوهلي بمشاركة الأطباء الجراحين في منطقة الخليج للاستفادة من التقنية الحديثة للمساعدة في الكشف المبكر عن الخلايا السرطانية المختلفة والحد من معاودة انتشارها مستقبلاً من خلال استئصالها كلياً. وأضاف أن التقنيات الحديثة والعمليات الناجحة المجراة من قبل الطلبة الخليجيين الدارسين في كلية الطب، تخلق صفاً جديداً من الجراحين المتمكنين القادرين على توظيف التقنيات الحديثة في إجراء العمليات الجراحية. من جانبه قدم د.زياد النائب، شرحاً مفصلاً لاستخدامـــــات تقنية 5 ALA، وتركيبتهــــا غير السمية ومميزاتها، عبر كشف كل الخلايا السرطانية المرئية وغير المرئية، والمستخدمة في إجراء العملية لمريض بحريني مصاب بسرطان المثانة يبلغ من العمر 65 عاماً.وأوضح أن التقنية الحديثة وعبر استخدام الأشعة فوق البنفسجية، تمكن من مشاهدة كل الخلايا السرطانية، ما يسهل عملية استئصالها كاملة ويقلل من احتمالات عودتها مستقبلاً.وقال إن هذا النجاح يدفع بجامعة الخليج العربي إلى مركز علمي متقدم، إذ يمكن تعميم النجاح على مستوى دول الخليج العربي لتعم الفائدة من تقنيات شركة SBI اليابانية، بالتعاون مع جامعة كوجي اليابانية.ولفت إلى أن سرطان المثانة يصنف ضمن أول عشر سرطانات منتشرة في دول الخليج العربي، والنوع الرابع الأكثر انتشاراً من بين باقي أنواع السرطانات في أوساط الرجال والثامن بالنسبة للنساء.وأوضح رداً على أسئلة الصحافيين، أن تقنية 5 ALA كانت مستخدمه في عدد من الدول كألمانيا واليابان منذ عام 1996، عن طريق حقن تحقن بها المثانة قبل إجراء العملية، وكانت لها مضاعفات على المرضى جراء سميتها، وطورت الآن وتم تحويلها إلى كبسولات آمنة تؤخذ عن طريق الفم دون أي مضاعفات.وأكد إمكانية استخدام ذات التقنية والجهاز في استئصال العديد من أنواع السرطانات مثل سرطان البروستاتا والرحم والقولون والأمعاء الدقيقة وغيرها. وأعلن عزم الجامعة إجراء أبحاث مختبرية على خلايا سرطانية سيتم التعامل معها بالتقنية الحديثة لاختبار فاعليتها في التشخيص والعلاج، وتدريب الأطباء الجراحين وطلبة الطب عليها، ليتم في مرحلة لاحقة تعميم التجربة على المستشفيات الخليجية. من جهته أعرب سفير اليابان لدى البحرين شيجيكي سومي، عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر الصحافي لإعلان نجاح أول عملية للكشف عن سرطان المثانة بواسطة تقنية 5 ALA، مؤكداً أن هذا الإنجاز يؤكد أهمية التقنية في كشف السرطانات في مراحلها المبكرة.واعتبر نجاح العملية الجراحية حدثاً مهماً، باعتبار أن التقنية تستخدم لأول مرة في الخليج العربي عبر المركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله.وقال السفير إن لدى حكومة اليابان سياسة طبية واضحة تهدف إلى نقل أحدث التكنولوجيات الطبية إلى مختلف دول العالم، ما يسهم في علاج العديد من الأمراض المستعصية في المنطقة خصوصاً مرض السكري.والأنواع المختلفة من السرطانات، لافتاً إلى أن اليابان تسهم في نقل تكنولوجياتها الطبية المتطورة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، ما يؤكد أهمية التعاون المشترك بين اليابان والمنطقة في هذا المجال الحيوي.بدوره استعرض عميد كلية الطب د.خلدون الرومي، مراحل تطور تدريس الطب في جامعة الخليج العربي بعد أن خرجت منذ تأسيها زهاء 1800 طبيب خليجي هم من القيادات الطبية في كافة دول الخليج.وأكد أن رسالة الجامعة كانت واضحة منذ 30 عاماً، فهي مشروع خليجي متكامل يقدم أرقى وأحدث طرق التعليم الطبي والتدريب سواء للطلبة أو الأكاديميين، والأبحاث العلمية والخدمات الطبية المتقدمة.ونبه إلى الحاجة الماسة لإحداث مستشفى تعليمي تابع للجامعة.وقال «مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية والمركز الطبي الجامعي، يقدمان إضافة نوعية وتقنية، ونقلة على مستوى التعليم الطبي والتدريب والأبحاث بالجامعة». وأضاف الرومي أن اعتماد التقنية الجديدة في استئصال الأورام لا يخفف من الأعباء والتكاليف المالية العالية على الدولة فحسب، بل يخفف أيضاً من الأعباء النفسية للمريض جراء الخوف من عودة الورم بشكل متكرر، ما يتيح حياة سليمة آمنة للمريض وأسرته.بدوره أكد الرئيس التنفيذي للمركز الطبي الجامعي د.عبد الوهاب عبد الوهاب، أن رهان المركز الطبي الجامعي الذي تديره وتشغله مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية، يتلخص في إحداث ثورة تقنية حقيقية في عالم الطب، بما يحتويه من أجهزة حديثة وتقنيات متطورة تواكب التطور التكنولوجي العالمي في هذا المجال. وقال «حرصت مجموعة سليمان الحبيب على نقل كل خبراتها المتراكمة المكتسبة من انتشار مشروعاتها في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى البحرين.عبر توفير خدمات عالية الجودة سيما في التخصصات الدقيقة، ونجحنا في إرجاع البسمة والأمل في الحياة إلى أحد مرضى المركز الطبي الجامعي».مشيراً إلى أن نجاح التعاون بين مجموعة سليمان الحبيب والجامعة انعكس بالإيجاب على تطوير الرعاية الصحية في البحرين.من جانبه اعتبر رئيس شركة SBI للعقاقير الطبية اليابانية ـ فرع البحرين رياض الريحاني، أن هذا الإنجاز يقلل التكاليف الباهظة لإجراء عمليات الاستئصال، وتعيد الأمان لحياة المرضى.ما يحقق الهدف من إدخال التكنولوجيا في الصناعات الدوائية وإجراء البحوث العلمية. وأشـــار إلـــى أن الشركـــة تعتزم إنشاء مصنع للأدوية في البحرين، لتكون البحرين مركزاً لتوزيع منتجات شركة SBI في المنطقة، على ينجز المشروع في غضون 5 سنوات من الآن.بعد دراسة احتياجات دول المنطقة وطبيعة الأمــراض المنتشرة فيهـــا مثــــل السكــــري والسرطانـــات والسمنـــة وأمـــراض القلـــب والشيخوخة.