قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان عن إنشاء هيئة تعنى بعلوم الفضاء، تبدأ من خلالها البحرين الدخول في مرحلة جديدة من الاستفادة من استخدامات الفضاء الخارجي بالشكل الذي يلبي احتياجاتها التنموية ويعود عليها بالنفع في مختلف المجالات، مؤكداً أن مملكة البحرين ماضية قدماً في طريق تحقيق المزيد من الإنجازات على كافة الأصعدة.
وأشار عاهل البلاد المفدى خلال استقباله في قصر الصخير أمس -بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء- الوفود المشاركة في معرض البحرين الدولي للطيران 2014 والذي افتتح أمس في قاعدة الصخير الجوية، إلى أن الفضاء الخارجي أضحى اليوم ميداناً تتسابق فيه العديد من الدول في سبيل الاستفادة منه عبر تنفيذ تطبيقات عديدة تخدم البشرية وتسهم في ازدهارها كالاتصالات والاستشعار عن بعد، وغيرها من التطبيقات العلمية والفنية والتجارية من خلال الاستخدام الأمثل للأقمار الصناعية.
وفي مستهل اللقاء رحب جلالة الملك المفدى بضيوف مملكة البحرين من الدول الشقيقة والصديقة، وأعرب عن سعادته البالغة بتواجدهم في البحرين وترحيب جلالته بهم للمشاركة في معرض البحرين الدولي للطيران في دورته الثالثة.
وأكد جلالته أن ما حققه هذا المعرض الحيوي من نجاحات شهد بها الجميع ومشاركة كبرى الشركات العالمية المعنية بالطيران والفضاء بمختلف تخصصاتها، يعكس اهتمام البحرين بقطاع الطيران والملاحة الجوية والاستثمار، ومواكبة تكنولوجيا العصر المتطورة، ويؤكد كفاءة أبناء البحرين وحرصهم المستمر على التفوق والتميز.
وقال جلالته «يسجل تاريخ البحرين أنها أقدم مركز طيران في المنطقة، حيث ارتبطت ريادتها في تجارة اللؤلؤ بتاريخها وريادتها في مجال الطيران المدني، وساهم في ذلك ما تتمتع به من موقع استراتيجي متميز وكوادر وطنية قادرة علي استيعاب تكنولوجيا الطيران».
وأشار جلالته إلى أن «أول رحلة طيران مسجلة هبطت في البحرين ترجع إلى عام 1918، كما كانت أول رحلة غير منتظمة لتجار اللؤلؤ من البحرين إلى أوروبا في عام 1927، ونظراً للموقع الاستراتيجي للبحرين اختارت الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية B0AC مملكة البحرين لتشغيل أول خطوطها المنتظمة في أكتوبر 1932 بخط سير لندن-البحرين-دلهي، ثم أنشئ مطار البحرين في عام 1937، وشهد عام 1950 نقلة نوعية في صناعة النقل الجوي بالبحرين بإنشاء شركة (جلف افيشين) بالتعاون مع الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية، والتي أصبحت فيما بعد طيران الخليج. وفي عام 1976 شهد مطار البحرين الدولي استقبال تدشين أول رحلة لطائرة (الكونكورد) في منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب جلالة الملك المفدى عن سعادته أن تتزامن إقامة هذا المعرض مع الاحتفال بمرور 200 عام على علاقات الصداقة التاريخية المتميزة التي تربط مملكة البحرين بالمملكة المتحدة في مختلف المجالات، شاكراً جلالته الإدارة البريطانية على تعاونها وإسهامها مع مملكة البحرين في إقامة هذا المعرض.
وقال جلالته إن مملكة البحرين التي يسرها وجودكم على أرضها لتعبر مجدداً عن تقديرها لكم ولمشاركتكم البناءة في هذا المعرض العالمي الذي يعكس عمق روابط الصداقة التاريخية بين دولنا في مختلف المجالات، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً، فالبحرين كانت ولاتزال ملتقى الحضارات والأديان والثقافات والتواصل مع مختلف شعوب العالم، ويدها ممدودة دائماً بالسلام والمحبة للجميع، معرباً عن شكره وتقديره لكل الجهود المثمرة التي بذلت في الإعداد والتنظيم لهذا المعرض، وخص جلالته بالذكر سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض وأعضاء اللجنة، وجميع من ساهم في إنجاح المعرض.
وفي الختام جدد جلالة العاهل المفدى ترحيبه بالجميع، متمنياً لهم دوام التوفيق، متطلعاً جلالته أن يلتقي بهم مجدداً في معارض الطيران القادمة في مملكة البحرين قريباً بإذن الله.
وأقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريماً للمشاركين في معرض البحرين الدولي للطيران وضيوف البلاد.