بقلم - الشيخ زياد السعدون:
قد يبدو السؤال ساذجاً، أو أن هذا السؤال لا يحتاج الى جواب، بل قد يقال قد أجابت عليه البشرية من أول زواج في تاريخ البشرية وهو زواج آدم وحواء عليهما السلام، وعندما يوجه هذا السؤال الى الناس، فأننا سنسمع الإجابات التالية: أريد أولاداً يحملون اسمي وكما يقال «اللي خلف ما مات»، وآخر يقول: «لكي أنجب أولاداً يرثونني»، وآخر يقول: «علشان أقضي حاجتي الجنسية وأتجنب الحرام»، وربما نسمع آخر يقول: «كل الناس يتزوجون وهذه سنة الحياة».
كل هذه الأجوبة التي سمعناها ليست الهدف الأساس من الزواج، بل أهداف ثانوية، لكن ماهو الهدف الأساس من الزواج، فقد أجاب الفاروق عمر رضي الله عنه على هذا السؤال حين قال «لعل الله يخرج من صلبي نسمة توحده»، فإذا أردنا أن نبني مجتمعتنا العربية والمسلمة بناءً صحيحاً يعيد إلى هذه الأمة مجدها وعزها ومكانتها بين الأمم، لابد من إعادة النظر في هذه القضية، فإذا صحح هذا الجيل والأجيال القادمة نظرتهم إلى الزواج فإن حال الأمة سيتغير وحال المجتمع سيتغير، لأن الله عز وجل ما خلقنا إلا لعبادته، قال سبحانه «وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون»، فما معنى هذا الزواج وكثرة الإنجاب وهم في كل جيل عن الله أبعد، فإذا كان الهدف الأول من الزواج هو إيجاد أجيال تعبد الله وتوحده حق توحيده، وهمها الأول بناء أمتها وبناء أوطانها، عندها تتحقق الغاية المقصودة من الزواج، فإذا وجدت هذه النية الصادقة فإن الله يكرم الزوجين بنعمة المحبة والمودة والرأفة والرحمة والسعادة في الدنيا قبل الآخرة، ولما رأينا هذا الشقاء والعناء في بيوت المسلمين اليوم، فأننا نرى بعض الآباء يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا تخلف الولد عن المدرسة، بينما إذا تخلف الولد عن الصلاة فإنه لا يحرك ساكناً، فمتى تغيرت النظرة إلى الهدف الأساس من الزواج فسوف يتغير كل شيئ.