عواصم - (وكالات): قضى أكثر من 1000 شخص في المعارك الدائرة منذ نحو أسبوعين في سوريا بين عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» وتشكيلات أخرى من المعارضة المسلحة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. على جبهة أخرى، قتل 5 أشخاص في قصف لمروحيات النظام على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، في وقت تشتد المعاناة داخل المخيم نتيجة حصار مفروض عليه من قوات النظام تسبب بمقتل العشرات خلال الأشهر الماضية من الجوع والمرض.
وقال المرصد «ارتفع إلى 1069 عدد الذين قضوا منذ بداية يناير الجاري وحتى منتصف ليل امس في الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب مقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب والرقة وإدلب وحماه وحمص ودير الزور».
الى ذلك، تواصلت أعمال العنف في مناطق عدة من سوريا. وجنوب دمشق، قال المرصد لن مروحية تابعة للجيش السوري «ألقت برميلاً متفجراً على منطقة بالقرب من حديقة فلسطين في مخيم اليرموك، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى بعضهم في حال خطرة».
من جهة ثانية، «فارق رجلان الحياة في المخيم جراء نقص الأدوية والأغذية وسوء الأوضاع المعيشية»، بحسب المرصد الذي أحصى وفاة أكثر من 50 شخصا خلال اشهر في المخيم نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية. واتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني، تنظيم القاعدة ومنظمات إسلامية أخرى تقاتل النظام السوري بتعمد مهاجمة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وإلى الجنوب الغربي من دمشق «تمكن مقاتلو الكتائب المقاتلة من إسقاط طائرة مروحية، في سماء مدينة داريا»، بحسب المرصد. من جهة أخرى، حض الإسلامي المتشدد عمر محمود عثمان الملقب «أبو قتادة» أمير «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الانضواء تحت «جبهة النصرة» ووقف القتال بين الفصائل الإسلامية. ووجه أبو قتادة رسالة خلال جلسة محاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب في عمان، لكل من أبو بكر البغدادي أمير «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وأبو محمد الجولاني أمير «جبهة النصرة» مطالباً إياهما بـ «وقف الاقتتال بين الفصائل الإسلامية». سياسيا، بدأت روسيا جولة محادثات جديدة مع وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف وسوريا وليد المعلم حول الوضع في سوريا قبل أقل من أسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف 2 بحثاً عن حل سياسي للنزاع. ووصل ظريف والمعلم معاً إلى موسكو على الطائرة نفسها. وكان ظريف أجرى محادثات في دمشق مع الرئيس بشار الأسد والوزير المعلم.
وعقد الوزراء الثلاثة اجتماعا قصيراً. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع ظريف «هذا لا يعني أن لدينا مشروعاً ثلاثياً».
وتأتي محادثات موسكو قبل اقل من أسبوع من مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد في مونترو بسويسرا في 22 الجاري وسيضم ممثلين لكل من النظام السوري والمعارضة بهدف إيجاد حل سلمي للنزاع الدائر في سوريا منذ 2011 والذي أوقع أكثر من 130 ألف قتيل.
وتدعو روسيا، إلى مشاركة إيران في مؤتمر السلام، فيما تعارض واشنطن حتى الآن حضور طهران التي تدعم دمشق.
وكرر لافروف امس «نحن مقتنعون بأن إيران يجب أن تكون مدعوة إلى المؤتمر».
من جانبه، رأى المحلل الروسي اندري باكليتسكي أن «محور طهران موسكو دمشق يبدو أقوى بكثير من أي اتحاد عابر». وأضاف أن «روسيا وإيران تدعمان بشار الأسد وحلاً سياسياً للنزاع، وهو الأمر الوحيد المجدي في الوقت الراهن، الغرب لا خيار بديلاً لديه».
وفي دمشق، رأى وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أن مؤتمر جنيف 2 «لن يحل الأزمة السورية».
وفي جنيف، حذرت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي المجموعات المسلحة في المعارضة السورية من أن أعمال الإعدام الجماعية التي تقوم بها شمال البلاد يمكن أن تعتبر «جرائم حرب».
من جانب آخر، أعرب رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو عن قلقه من إعلان النظام السوري أن مصانع كيميائية تعرضت لهجمات، لكنه أكد أن هذا الأمر لن يعرقل خطة تدمير الترسانة السورية من هذه الأسلحة.